أقامت الهيئةُ العامة للمساحة والمعلومات الجيومكانية ملتقى المنصة الجيومكانية الوطنية 2024، الذي شهد استعراض التحديث والتطوير المستمرّ للبنية التحتية الجيومكانية الوطنية من خلال المنصة الجيومكانية الوطنية التي تعدّ المصدر الوطني الموثوق للوصول إلى المعلومات الجيومكانية المحدثة في المملكة.
جاء ذلك خلال أعمال الملتقى الذي أقيم في العاصمة الرياض، بحضور عدد من مسؤولي القطاعين الحكومي والخاص، والقطاع غير الربحي.
وافتُتحت أعمال الملتقى بكلمة لرئيس الجيومكانية الدكتور المهندس محمد بن يحيى آل صايل، أكد فيها الدعم غير المحدود الذي توليه القيادة الرشيدة لقطاع المساحة والمعلومات الجيومكانية من لدن خادم الحرمين الشريفين، وسموّ ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، إضافة إلى دعم وتمكين سمو وزير الدفاع رئيس مجلس إدارة الجيومكانية، وتوجيهاته السديدة التي تُعدُّ منارةً لتوجهات الجيومكانية الاستراتيجية.
وأشار إلى أنّ الدور الريادي الذي وصلت له الجيومكانية على المستويين الإقليمي والعالمي، هيّأ المملكة لتتبوّأ بفضل الله مكانةً رفيعة في المعلومات الجيومكانية وتصبح في مقدمة نظيراتها من الدول المتقدمة في المجال الجيومكاني؛ الأمر الذي هيّأها لتحظى بموافقة لجنة خبراء الأمم المتحدة لإدارة المعلومات الجيومكانية العالمية على استضافة المملكة لمركز الأمم المتحدة العالمي للتميز في المنظومة المستقبلية للمعلومات الجيومكانية "The Global Geospatial Ecosystem Center of Excellence" لتكون الرياض مقرًّا له، ولتصبح المملكة، بمشيئة الله، منارة للعالم في استشراف مستقبل إدارة المعلومات الجيومكانية بأساليب نوعية ومبتكرة.
وأكّد "آل صايل" أن الجيومكانية، وفق تنظيمها، تعمل على بناء وتطوير البنية التحتية الجيومكانية الوطنية، وتوفير الخدمات والمنتجات الجيومكانية بجودة عالية وفق أفضل المواصفات والمعايير، موضحًا أنّها لهذا الغرض أطلقت المركز الجيومكاني الوطني الذي يعدّ مرجعيةً وطنيةً لحوكمة البيانات الجيومكانية، ووضع المعاييرِ والضوابط لتحقيق الاستخدام التكاملي لمنظومة المعلومات الجيومكانية، وعملت الجيومكانية مع عدد من المنظمات والخبراء الدوليين على إعداد السياسات والمعايير الجيومكانية الوطنية، التي تهدف من خلالها إلى تنظيم قطاع المساحة والمعلومات الجيومكانية بالمملكة وفق أفضل الممارسات العالمية.
كما بيّن أن الهيئة تعمل حاليًّا وبرعاية كريمة من صاحب السموّ الملكي وزير الدفاع رئيس مجلس إدارة الهيئة على تطوير "KSA Map"، كتطبيق ملاحة سعودي يوفر معلومات دقيقة وخرائط تفاعلية؛ مما يسهل على المستخدمين الوصول إلى وجهاتهم بأمان وسرعة؛ حيث أطلقت الجيومكانية في الملتقى النسخة التجريبية للمساعدة في تقييم التطبيق وتطويره بما يضاهي أفضل التجارب العالمية.
وشهد الملتقى جلستين حواريتين، شارك فيهما عددٌ من الخبراء والمتخصصين؛ تضمنت أُولاهما الترتيبات التنظيمية للبيانات الجيومكانية الوطنية من إطار حوكمة وأدلة وسياسات ومعايير، بالتعاون مع "اتحاد المعلومات الجيومكانية - OGC". بينما سلطت الجلسةُ الثانية الضوءَ على الموارد التقنية للبيانات الجيومكانية الوطنية بالتعاون مع "الأراضي السنغافورية - SLA".
كما شهد الملتقى الإعلان عن عدد من مذكرات التعاون التي أبرمتها الجيومكانية في إطار عملها على بناء وتعزيز الشراكات الفاعلة مع القطاعين الحكومي والخاص والقطاع غير الربحي، بما يدعم تكامل المنظومة الوطنية ويعزّز من دور المعلومات الجيومكانية في تحقيق الاستدامة والتنمية الشاملة.
وخُتِم الملتقى بالإعلان عن الفائزين بجائزة أفضل تطبيق جيومكاني للفئات "القطاع الحكومي - القطاع الخاص - الأفراد"، وهي الجائزة التي سبق أنْ أعلنت عنها الجيومكانية؛ إسهامًا في تطوير البنية التحتية الجيومكانية الوطنية عبر تحفيز مختلف القطاعات على تطوير تطبيقات حديثة وفعالة ومبتكرة تعتمد على البيانات الجيومكانية.