
أتاحت إمارة منطقة تبوك المشرفة على قرية تبوك التراثية -لأول مرة- لزوار مهرجان الجنادرية، فرصة مشاهدة مجسم يحاكي بئر "هداج التاريخي" التي تُعد أقدم بئر عرفها التاريخ بعد بئر زمزم.
وتقع بئر هداج وسط تيماء القديمة في منطقة تُعرف باسمها، وتحيط بها أشجار النخيل من جهاتها الأربع، وتُعد من كبرى الآبار في الجزيرة العربية وأشهرها، ويعود تاريخ حفرها إلى القرن السادس قبل الميلاد، ويطلق عليها "شيخ الجوية"، ويبلغ محيط فوهتها 65 متراً، ويتراوح عمقها من 11- 12 متراً.
والبئر مطوية بالحجارة المصقولة، وتستوعب ما يقارب مائة رأس من الإبل للسقي في وقت واحد أثناء فصل الصيف، وتنقل المياه من البئر بواسطة قنوات حجرية، يبلغ عددها 31 قناة.
واكتسبت بئر هداج شهرة واسعة، وارتبط اسمه في الكثير من القصائد القديمة والحديثة؛ ومنها قصيدة "السموأل" الشهيرة؛ حيث جاء فيها ذكر البئر على سبيل التفاخر؛ حيث قال "بنى لي عادياً حصناً حصيناً وماء ... كلما شئت استقيت".
وأصبحت مضرباً للمثل بالكرم والجود؛ حيث جاءت أهمية البئر من خلال وفرة مياهها وعذوبتها، وأصبحت محافظة تيماء زراعية وتشتهر بزراعة النخيل.
ولا تزال العين موجودة في الزاوية الجنوبية الغربية من البئر، وينقل هذا الماء إلى المزارع المجاورة له عبر قنوات تتوزع على جهات البئر.
وتعتبر تيماء إحدى محافظات منطقة تبوك وتقع على بُعد 264كم في الجنوب الشرقي للمنطقة، وتحوي كنزاً من الآثار المهمة في قيمتها التاريخية التي ما زالت محتفظة بأجزاء كبيرة منها، وهي ذات عمق تاريخي يمتد إلى ما قبل الميلاد.
وتشارك محافظة تيماء، لأول مرة في تاريخها، بجناح خاص ضمن قرية تبوك التراثية التي أشرف عليها بشكل مباشر أمير منطقة تبوك فهد بن سلطان بن عبدالعزيز؛ حيث انتهى العمل من بناء قرية متكاملة تحت مسمى قرية منطقة تبوك التراثية.
وقد روعي في تصميمها جغرافية وتاريخ المنطقة، وكذلك تقديم ما تتميز به المنطقة من موروث شعبي مميز ومتنوع يمثل محافظات المنطقة الداخلية والساحلية من ناحية التراث العمراني والألوان والفنون والأكلات الشعبية والحرف اليدوية التراثية.