أثار زلزال تركيا المدمر، الذي وقع الاثنين، التساؤلات عن ماهية الزلازل وأسباب حدوثها ودرجاتها وكيفية قياسها، إضافة إلى تصنيفها وتحديد بؤر حدوثها.
"سبق" التقت رئيس قسم الجغرافيا ونظم المعلومات الجغرافية سابقًا بكلية العلوم الاجتماعية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور سلطان الزهراني، الأستاذ المشارك المختص في الاستشعار "عن بعد" وتطبيقاته في الدراسات البيئية، للإجابة عن أهم التساؤلات حول الزلازل.
وقال "الزهراني": الزلزال أو الهزة الأرضية هي اهتزاز أو سلسلة من الاهتزازات الارتجاجية المتتالية لسطح الأرض تحدث في مدة زمنية لا تتجاوز ثواني معدودة.
وأضاف: "تنتج الهزة الأرضية بسبب حركة الصفائح التكتونية "البلاطات" الصخرية للقشرة الأرضية، ويسمى مركز الزلزال "البؤرة"، ويُتبع ذلك بارتدادات تدعى أمواجًا زلزالية".
وتابع "الزهراني": يعود ذلك إلى انزلاق الطبقات تحت بعضها، أو تصادمها؛ بسبب تراكم إجهادات داخلية للأرض ناتجة عن مؤثرات جيولوجية ينجم عنها تحرك الصفائح التكتونية "البلاطات" الأرضية".
وأشار "الزهراني" إلى أن الزلزال ينشأ عن سببين رئيسيين؛ الأول: وجود انزلاقات لطبقات الصفائح التكتونية "البلاطات" للقشرة الأرضية، والثاني: نتيجة للأنشطة البركانية تحت هذه الصفائح الأرضية.
وقال: تؤدي الزلازل إلى بعض الأضرار؛ منها: تصدّع الأرض، ونضوب الينابيع أو ظهور الينابيع الجديدة، أو حدوث ارتفاعات وانخفاضات في القشرة الأرضية، وأيضًا حدوث أمواج عالية تحت مستوى سطح البحر تنعكس على سطح البحر مكونة أمواج "تسونامي"، فضلًا عن آثارها التخريبية للمباني والمواصلات والمنشآت.
وأوضح أن شدة الزلزال تحدد بمقياس "ريختر"، وهو مقياس عددي ينحصر بين "1 إلى + 10"؛ فمن 1 إلى 4 زلازل قد لا تُحدث أية أضرار ويمكن الإحساس بها فقط.
ومن 4 إلى 6 زلازل متوسطة الأضرار قد تُحدث ضررًا للمنازل والبيوت، ومن 7 إلى 9.9 زلازل تستطيع تدمير المدينة بأكملها، وقد يصاحبها خسف لبعض أجزاء المدينة أو المنطقة المتضررة.
أما + 10 فهو زلزال شديد ويُصنف بأنه "خارق"، ولم يحدث مثل هذا الزلزال، ولم تُسجل هذه الدرجة من قبل.
وتابع "الزهراني": تُصنف الزلازل حسب عمق البؤرة إلى:
- الزلازل السطحية ومنشأها يتراوح تقريبًا بين عمق 0 - 70كم.
- الزلازل المتوسطة ومنشأها يتراوح تقريبًا بين عمق 70 - 300كم.
- الزلازل العميقة ومنشأها يتراوح بين عمق 300 - 700كم".
وواصل قائلًا: "يمكن تحديد موقع البؤرة الزلزالية عن طريق رصد ثلاث محطات رصد زلازل قريبة من موقع بؤرة الزلزال، بحيث يحدد بُعد الزلزال عن كل محطة من هذه المحطات، من خلال: العلاقة البيانية، أو حساب المسافة بتقدير زمن وصول الموجات الزلزالية، وسرعتها، من خلال تطبيق قانون (المسافة = الزمن × سرعة الموجات)".
كما قال: "ترسم دائرة لمركز كل محطة، بحيث يصبح نصف قطرها هو المسافة المحسوبة، ومن خلالها تبرز نقطة التقاء وتقاطع الدوائر الثلاث وتكون هي موقع بؤرة الزلزال".