
يمر القارئ المتدبر لكلام الرحمن بكلمات يختلف ظاهرها الدارج لغويًّا بين الناس عن معناها المقصود بها، وهو من سحر البيان وعجائب التبيان، وخلال شهر رمضان تسلط "سبق" الضوء على هذه الكلمات التي قد تُفهم خطأً، وسيتم عرض بعض الآيات لتوضيح معناها؛ وكشف شيء من الإعجاز القرآني.
ففي الأية 79 من سورة الإسراء يقول الرب تبارك وتعالى: "وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا"، وفي تفسير "ابن سعدي" فإن معنى كلمة "نافلة" أي زيادة في العلو والرفعة لك وليس المراد أنها نافلة، أي مندوبة وغير واجبة عليه صلى الله عليه وسلم؛ إذ إن التهجد واجب على النبي صلى الله عليه وسلم، كما قال جمع من العلماء، وعلى القول بعدم وجوبه عليه صلى الله عليه وسلم، فمعنى الآية أن التهجد زيادة رفعه له إذ السيئات عليه، بخلاف غيره فإن التهجد يكفر به سيئاته.
يشار إلى أن مصدر معاني الكلمات هو كتاب "أكثر من 200 كلمة قرآنية قد تُفهم خطأ"، الذي أعده "الشيخ عبدالمجيد بن إبراهيم السنيد"، وقدمه القاضي الشيخ سليمان بن عبدالله الماجد عضو مجلس الشورى.