في الهجرة النبوية .. تعرف على خيانة اليهود للنبي وإجلائهم من المدينة

في أحداث غزوة بني النضير بداية النهاية.. "طاهر" يروي لـ "سبق" تفاصيلها
في الهجرة النبوية .. تعرف على خيانة اليهود للنبي وإجلائهم من المدينة
تم النشر في

تواصل "سبق" نشر حلقات الهجرة النبوية الشريفة، حيث تتناول في هذه الحلقة خيانة اليهود للنبي ﷺ، وإجلائهم من المدينة وهو ما حدث في غزوة بني النضير بداية النهاية.

لقد بدأ تجرؤ اليهود على المسلمين، وكعادتهم بدؤوا يكاشفون المسلمين بالغدر والعداوة، ويتصلون بالمشركين والمنافقين ويعملون لصالحهم ضد المسلمين، والنبي ﷺ كان صابرًا متحملاً لأذاهم وجرأتهم.

وحول تلك الأحداث يقول المدير التنفيذي لمتحف دار المدينة المهندس حسان طاهر لقد عاد اليهود إلى أساليب الدس والمكر والخداع، وشرعوا في حشد حصونهم بالسلاح والعتاد للانقضاض على المسلمين ودولتهم، وأبوا إلا أن يزعزعوا أمن الدولة الإسلامية، وأخيرًا صمموا على قتل النبي ﷺ والغدر به.

وأضاف: هناك عدة أسباب لهذه الغزوة وقد اُختلف في السبب الحقيقي لها، لكنها اجتمعت في أن بني النضير قد أجمعت على محاولة اغتيال النبي ﷺ ، فقد خرج النبي ﷺ في نفر من أصحابه إلى ديار بني النضير يستعينهم في دية القتيلين العامرين اللذين ذهبا ضحية جهل عمرو بن أمية الضمري بجوار رسول الله ﷺ لهما، وذلك تنفيذًا للعهد الذي كان بين النبي ﷺ وبين بني النضير حول أداء الديات، وإقرارًا لما كان يقوم بين بني النضير وبين بني عامر من عقود وأحلاف.

وتابع: استقبل بنو النضير النبي ﷺ بكثير من البشاشة والكياسة، ثم خلا بعضهم إلى بعض يتشاورون في قتله والغدر به، وقد اتفقوا على إلقاء صخرة عليه، من فوق جدار كان يجلس بالقرب منه، ولكن الرسول ﷺ الذي كان برعاية الله وحفظه أدرك مقاصدهم، إذ جاءه الخبر من السماء بما عزموا عليه من شر، فنهض وانطلق بسرعة إلى المدينة، ثم تبعه أصحابه من بعده.

وبيّن المدير التنفيذي لمتحف دار المدينة أنه لم تكن مؤامرة بني النضير، التي أفشلها الله سبحانه وتعالى تستهدف شخص النبي ﷺ فحسب، بل كانت تستهدف كذلك الدولة الإسلامية برمتها، لذا صمم النبي ﷺ على محاربة بني النضير، الذين نقضوا العهد والمواثيق معه، وأمر أصحابه بالتهيؤ لقتالهم والسير إليهم.

وواصل المهندس طاهر: ما لبث رسول الله ﷺ أن بعث محمد بن مسلمة إليهم يقول لهم: «"اخرجوا من المدينة ولا تساكنوني بها، وقد أجلتكم عشرًا، فمن وجدته بعد ذلك منكم ضربت عنقه"». فلم يجد اليهود مناصًا من الخروج، فأقاموا أيامًا يتجهزون للرحيل والخروج من المدينة، غير أن رئيس المنافقين عبد الله بن أبيّ بن سلول بعث إليهم أن اثبتوا وتمنَّعوا ولا تخرجوا من دياركم؛ فإنَّ معي ألفي رجل يدخلون معكم حصونكم، يدافعون عنكم ويموتون دونكم. فأنزل الله سبحانه وتعالى في سورة الحشر:

أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ.

وأضاف طاهر : كان الموقف محرجًا بالنسبة للمسلمين، فهم لا يريدون أن يشتبكوا مع خصومهم في هذه الفترة المحرجة، لأنَّ جبهة القتال ما زالت مشتعلة مع المشركين وكفار قريش، ولا يريدون أن يفتحوا جبهة أخرى مع اليهود .

وتابع بقوله: لقد حدثت هذه الغزوة في السنة الرابعة للهجرة في ربيع الأول في منازل بني النضير جنوب المدينة المنورة بين قوات المسلمين في المدينة ويهود بني النضير الذين بلغ عددهم 1500. وذلك حين بلغ النبي ﷺ جواب حيي بن أخطب سيد بني النضير فكبَّر وكبَّر المسلمون معه، ثم نهض لقتالهم ومناجزتهم، فاستعمل على المدينة عبد الله بن أم مكتوم، وسار إليهم يحمل اللواء علي بن أبي طالب. فلما وصل إليهم فرض عليهم الحصار، وضرب قبته بالموضع المعروف بمسجد الفضيخ، فالتجأ اليهود إلى حصونهم، وكانت نخيلهم وبساتينهم عونًا لهم في ذلك، فأمر النبي ﷺ بقطعها وتحريقها.

واستطرد: فلما رأى المنافقون جدية الأمر، خانوا حلفاءهم اليهود، فلم يسوقوا لهم خيرًا ولم يدفعوا عنهم شرًّا، ولم يطل الحصار طويلاً، وإنما دام ست ليالٍ فقط، وفي روايات خمسة عشر يومًا كما ذكره ابن سعد، ولكن قذف الله في قلوبهم الرعب، فانهزموا وتهيأوا للاستسلام وإلقاء السلاح، فأرسلوا إلى النبي ﷺ "نحن نخرج عن المدينة"، فوافق ﷺ على أن يخرجوا منها بنفوسهم وذراريهم، وأنّ لهم ما حملت الإبل إلا السلاح، فوافقوا على ذلك. وأسلم منهم رجلان فقط، وذهبت طائفة منهم إلى الشام.

وختم المدير التنفيذي لمتحف دار المدينة : لقد أنزل الله في هذه الغزوة سورة الحشر بأكملها في كتابه العزيز، ذاكرًا فيها الأحداث التي وقعت في الغزوة ،وموضحًا سبحانه أعظم العبر في إثبات قدرته عز وجل على تغيير وتبديل الأحوال وتصريف الأمور كيف شاء ، وإشارة واضحة منه سبحانه إلى أن الهلاك سيلحق بكل من يقف في وجه الحق ، وتوجيه منه سبحانه للمسلمين أيضًا بتجنب الغدر والابتعاد عن الخيانة ونقض العهد.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org