"إذا أحب الله عبداً ابتلاه".. شاهد أمير الشرقية يستنهض همة خريج مصاب بالسرطان بقبلة وهمسة

"صالح" كشف لـ"سبق" أنه عرف إصابته بسرطان الغدد الليمفاوية في آخر سنة.. "انتكاسة وفصل إضافي"
"إذا أحب الله عبداً ابتلاه".. شاهد أمير الشرقية يستنهض همة خريج مصاب بالسرطان بقبلة وهمسة
تم النشر في

لم يمر حفل جامعة الملك فيصل في الأحساء، بتخريج الدفعة الـ45 من خريجيها، دون أن يشهد موقفاً إنسانياً استثنائياً لراعي الحفل أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف، عندما حرص على استقبال أحد الخرجين، وهو صالح عبدالله البراز المصاب بالسرطان، على المنصة الرئيسة للحفل، وقبّل رأسه، وهو يسدي إليه عبارات التحفيز والتشجيع على مواصلة رحلة العلاج من المرض.

ورعى الأمير سعود بن نايف حفل التخرج أمس (الأربعاء) بحضور الأمير سعود بن طلال بن بدر محافظ الأحساء، وذلك في استاد جامعة الملك فيصل، وهنأ أمير المنطقة الخريجين بهذه المناسبة، متمنياً لهم التوفيق في حياتهم العملية، والمساهمة مع إخوانهم في بناء الوطن ورفعته وتقدمه.

وخلال الحفل، فاجأ رئيس الجامعة المكلف الدكتور مهنا بن عبدالله الدلامي، الحضور، بقراءة كلمات مؤثرة نقلاً عن الطالب "البراز"، تحمل رسالة عاجلة منه إلى أمير المنطقة، عبر فيها عن رغبته في ألا يشعر بأنه وحيد في مواجهة المرض، وأن الجميع يقفون بجانبه، وقال "البراز" في رسالته، مخاطباً الأمير سعود: "أرغب فقط بأن أشعر بأنني لست وحيداً، وأنكم معي جميعاً، هذا ما أتمناه، دعم معنوي ونفسي، حققوا لي أمنيتي؛ لأن ليس معي إلا الله، وشكراً لسموكم".

وبعد إلقاء الرسالة، ضجّ الاستاد بالتصفيق الحار، على وقع قيام الأمير سعود بتحقيق أمنية الطالب، واستقباله على المنصة الرئيسة، والسلام عليه في مشهد إنساني غير مستغرب من الأمير.

وكشف الطالب صالح بن عبدالله البراز (23 سنة) تفاصيل إصابته بالمرض، وكيفية التعامل معه، والعبارات التي سمعها من الأمير سعود بن نايف، وقال لـ"سبق": "استطعت الانتهاء من مشروع التخرج بامتياز، استعداداً لحفل التخرج، وفي هذه الأثناء، عرفت بأمر إصابتي بسرطان الغدد الليمفاوية في آخر سنة لي في الجامعة، حيث أخبرني الأطباء بأنني كنت مصاباً به طيلة الفصل الدراسي الثاني من العام الدراسي الأخير، دون أن أعلم".

وتابع: "كنت في الجامعة، أشارك في الإعداد لحفل التخرج، وحدثت لي انتكاسة صحية، ونُقلت إلى مستشفى الأمير سعود بن جلوي في الأحساء، وهناك استقبلتني الطبيبة نورا الخاتم، وأجرت الكشف الطبي علي، وتم تحويلي إلى مستشفى الملك فهد التخصصي في الدمام، الذي وضع لي خطة علاج كيماوي من السرطان، وحصلت على أول جرعة في شهر شعبان الماضي، والجرعة الثانية في أول أيام شهر رمضان الماضي، والثالثة في منتصف الشهر الفضيل، والرابعة في أيام عيد الفطر، الأمر الذي جعل الدراسة تمتد إلى فصل دراسي إضافي على السنوات الأربع الدراسية، لاستكمال موضوع بحث التخرج".

وأضاف: "عندما قررت الجامعة الإعداد لحفل تخرج الدفعة الـ45، كنت منوماً في المستشفى لتلقي العلاج، وأتذكر أنني أرسلت خطاباً إلى رئيس الجامعة، أخبرته برغبتي في حضور الحفل، ورغبتي الجامحة في السلام على أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف، وكذلك محافظ الأحساء الأمير سعود بن طلال بن بدر، وبعدها حضرت بروفة الإعداد للحفل، وتشرفت في هذا اليوم بلقاء رئيس الجامعة الدكتور الدلامي، الذي وجّه بأن أكون حاضراً في قائمة كبار الشخصيات في الحفل، وفي اليوم التالي، استقبلني عميد كلية الحقوق".

واستكمل "البراز" حديثه: "في يوم الحفل، طلبت من رئيس الجامعة أن يمنحني شرف اللقاء والسلام على أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف، وبدوره، استأذن رئيس الجامعة الأمير في تلبية طلبي، وما كان من الأمير سعود إلا أن رحّب بذلك، واعتليت منصة الحفل، والتقيت الأمير، وسمعت منه كلمات تحفيز وتشجيع لمواصلة رحلة العلاج، حيث همس لي في أذني قائلاً: "إن الله إذا أحب عبداً ابتلاه"، كما ذكر لي أن الجميع يقف معي في رحلة العلاج، حتى أتجاوز هذه المحنة، وتوج الأمير هذه اللفتة بأن قبّل رأسي، الأمر الذي يعكس حرص ولاة الأمر على مساندة أفراد الشعب في ظروفهم الصعبة، وهذا ليس بغريب عليهم".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org