أكد مدير البرنامج الثقافي بمركز الخليج للأبحاث، الدكتور زيد الفضيل، أن الغرب لا يريد للدول العربية أي علاقات تشاركية مع دول آسيا الوسطى أو غيرها؛ لأن ذلك يعني حلحلة فكرة القطب الأوحد الذي يريد أن يفرض أجندته، ويسيطر على العالم.
وفي التفاصيل، قال الفضيل لقناة "الإخبارية" على هامش اللقاء التشاوري لمجلس الخليج وقمة دول آسيا الوسطى: إن توجُّه السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي إلى "الأستان الخمس"، أو ما كان يسمى قلب العالم، يتوافق مع طبيعة المرحلة التي نحن نعيشها، وهي الانفتاح والتشاركية مع الجميع.. طبيعة أن يكون هناك حلحلة لفكرة القطب الأوحد.
وقال: التحالفات التي حدثت والوئام الذي يحدث في الآونة الاخيرة بين السعودية وتركيا، والسعودية وإيران، والسعودية والصين، والسعودية وروسيا.. قادتنا بعد ذلك إلى أن ندخل إلى منطقة آسيا الوسطى بقوة، ولاسيما أننا نملك الجذور التاريخية والعلاقات التشاركية التي يجب ألا نتخلى عنها، والبُعد العربي والبُعد الإسلامي الحاضر في هذه المنطقة، الذي يجب ألا نتخلى عنه، لكننا سندخل في هذه المرة بصفتنا أمة تريد أن تكون حاضرة في هذا المشهد، بل تريد أن تكون قائدة كذلك للمشهد.
وعلّق "الفضيل" بأن منطقة آسيا الوسطى كانت تمرُّ بمرحلة صراع بين الروس والصين والولايات المتحدة الأمريكية. الصراع هناك كان على الغاز وموارد النفط العامة الموجودة في هذه المنطقة. وهذه المنطقة كانت تحت حكم الاتحاد السوفييتي في مرحلة ماضية، ووجدانهم الروسي حاضر، وهم ثلاث دول في هذه المنطقة ضمن منظومة أشبه ما يكون بالناتو مع جمهورية روسيا الاتحادية.
وأضاف بأن الصين كذلك اليوم أصبحت حاضرة في المشهد باعتبار أنها جزء من المنطقة، وهناك دول كذلك إقليمية كبيرة، مثل تركيا وإيران، حاضرة في هذا المشهد. نحن كنا غائبين عن هذا المشهد. اليوم نتيجة كذلك العلاقات التشاركية التي باتت تصف هذا المشهد، التي بدأنا نصنعها، وبدأ يقودها الأمير محمد بن سلمان (صفر مشاكل) كما نقول، ستجعلنا حاضرين اليوم في هذا المشهد بقوة.
وعلق: الغرب لا يريد أن يكون هناك حضور لأي دولة، لا لروسيا ولا الصين ولا الدول الإقليمية كإيران وتركيا، وبالأولى يريد أن لا يكون هناك للعالم العربي حضور؛ لأن هذا الحضور في هذه المنطقة وهذه العلاقات التشاركية هي ستخفف من هذا الضغط، هذا القطب الأوحد.
وعلق على الجمعيات والتكتلات التي بدأت تتركز وتظهر بريكس وشنجهاي، إضافة إلى ما يمكن أن نسميه 6+5 (دول مجلس التعاون الخليجي 6 ودول الأستان 5).. هذه التكتلات خارج نطاق الرأسمالية الغربية التي كانت تريد أن تسيطر وتستقطب كل شيء، وتتحكم بعد ذلك في مصير العالم.
وأشار "الفضيل" إلى أن الغرب يريد أن يفرض أجندته ورؤيته، وشكّل منظومة المناخ، وهي فكرة غربية، وضغط علينا من أجل مصالحه لا أقل ولا أكثر. اليوم نحن نريد أن نقول لهم "نحن هنا"، هم يريدون حقيقة أن ينهوا البترول فليعلنوا ذلك. هذا لا خلاف فيه. يقولون إن البترول خلال العقدين القادمين لن يكون له وجود.
وأردف: المتضرر الأوحد من فكرة المناخ في واقع الحال نحن. أما هم فلديهم الآن كثير من مخازن النفط، وكثير من احتياطات الوقود أو حتى الفحم، لكن لديهم رغبة في أن يقضوا على استقرار المنطقة، وأن يجهضوا هذا الانطلاق الذي تريده المنطقة بعد ذلك، ونحن علينا أن ندرك هذا الأمر.