إدانة المملكة محاولة اغتيال "الكاظمي" تأكيد لدورها للنهوض بالعراق

إدانة المملكة محاولة اغتيال "الكاظمي" تأكيد لدورها للنهوض بالعراق

"التليدي": تراجع دور الجماعات المتطرفة فلجأت للسلاح
تم النشر في

أدانت المملكة محاولة اغتيال رئيس مجلس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، واعتبرته عملاً إرهابيًا جبانًا من منطلقات أخوية لما يجمع الدولتان والشعبان من علاقات راسخة وروابط ثابتة، وهي التي وطّدت علاقاته مع الجار، وفتحت حدودها البرية معه دعمًا لمسيرة الدولة التي يقودها "الكاظمي"، لكن الميليشيات الإرهابية هناك تحاول فرض هيمنتها بقوة السلاح، وترفض صناديق الاقتراع لسرقة قراره السيادي المستقل.

الأيادي الدموية التي تستهدف أمن العراق بعد استعادته عافيته إثر دمار وتمزيق طائفي فتت وحدته وتكاتفه لسنوات، ما فتئت تنشر الكراهية وتستهدف المدنيين بالطائرات المسيّرة نفسها التي انطلقت صوب السعودية وهي الأساليب الإجرامية ذاتها.

وأخيرًا انتعش العراق البلد الخارج للتو من معاركه فتماثل اقتصاده للشفاء، بقيادة رئيس يسعى للنهوض به بالقانون طمعًا بالتنمية والازدهار في أجواء صحية لا يلوثها التطرّف، لكنّ المخربين لا يطربون لهذه المساعي، ولا يريدون عراقًا متحدًا مستقرًا مزدهرًا.

من جانب آخر، قال المحلل السياسي يحيى التليدي: "أولاً لابد فهم السياق السياسي الذي سبق حادثة محاولة اغتيال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي من رفض الفصائل ذات الولاءات الخارجية لنتائج الانتخابات واللجوء إلى الشارع للانقلاب على صناديق الاقتراع، والتهديدات المباشرة التي وجهتها للكاظمي".

وأشار: "السلاح المستخدم في العملية هي الطائرات المسيّرة، ومعروف من يموّل الفصائل العراقية بتلك الطائرات التي سبق أن استهدفت بها القواعد الأمريكية، وميليشيات الحوثي أيضًا تستخدم تلك الطائرات المسيّرة في استهداف الأراضي السعودية".

وأكّد: "نتائج الانتخابات العراقية كانت صادمة بتراجع دراماتيكي للأحزاب والقوى الإرهابية في إطار "الحشد الشعبي"، في إشارة واضحة إلى تغيير في المناخ العام الشعبي ضد التدخلات في شؤون العراق".

وأضاف: "خسارة الحشد الشعبي تشكل صفعة كبيرة لنفوذ الميليشيا في العراق، ولعل مسارعة هذه القوى إلى اتهام رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي بالتلاعب بالنتائج ثم محاولة اغتياله الفاشلة تدل على تراجع نتائج الانتخابات بالتالي تراجع النفوذ حتى لجأوا للتصعيد الداخلي".

وأردف: "الأذرع المتطرفة لا تريد أن تعترف بالوسائل السياسية والسلمية لأي تغيير عن طريق الانتخابات أو المؤسسات، فمنطقها الدائم هو سيطرة الميليشيات وتحدّي الدولة الوطنية، ولا حل مع هذه الميليشيات إلا بفرض قوة الدولة ومؤسساتها".

وزاد: "السعودية أدانت بشدة محاولة اغتيال مصطفى الكاظمي ووصفته بالعمل الإرهابي الجبان، وأكد سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في اتصال هاتفي بالكاظمي وقوف المملكة صفًا واحدًا إلى جانب العراق الشقيق حكومةً وشعبًا في التصدي للإرهاب ودعم استقرار العراق".

واختتم: "المملكة ستظل للعراق سندًا وأخًا وفيًا في كل الأوقات، مهما بلغ حجم الظروف ودقة التحديات ودعم استقرار العراق ونجاحه في العبور من دولة الميليشيات والفوضى إلى دولة طبيعية آمنة يعني الكثير ليس فقط للشعب العراقي، بل لجيران العراق في المنطقة ومنهم السعودية".

صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org