انتشرت طريقة جديدة من طرق الاحتيال والنصب بانتحال هوية المحالّ التجارية عبر استبدال أرقام الهواتف في مواقعهم.
وكان المهتم بالتقنية والتكنولوجيا عبدالله السبع قد حذر أمس في مقطع فيديو تم تداوله بشكل واسع، من هذا الأسلوب في النصب والاحتيال، وبأنه يُعتبر أسلوبًا جديدًا اتخذه المحتالون.
"سبق" تواصلت مع عدد من ضحايا هذه النوعية من الاحتيال؛ حيث أوضح صاحب إحدى المؤسسات العقارية الشهيرة في تبوك "ن. العنزي"، يقول: تقدمت ببلاغ في مركز شرطة السليمانية بتبوك لوقوع الضرر علينا بانتحال هويتنا بالاحتيال على الناس بنفس هذا الأسلوب، حيث استغل المحتال ثغرة في "قوقل ماب" وأبدل رقم هاتفنا بهاتف يخصه، وأصبح يضع إعلانات في مواقع البيع والشراء للإيقاع بضحاياه.
وأضاف: مثلاً يعلن عن إيجار فيلا بمواصفات مغرية وإيجار رخيص، فيتواصل معه الضحايا، ويطلب منهم تحويل عربون 1000 أو 2000 ريال لحجزها، ويرسل لهم آيبان شخص وليس المؤسسة العقارية، ويبرر لهم بأن هذا حساب صاحب العقار، وعندما يتم التحويل يطلب منهم مراجعة المكتب العقاري لاستكمال العقد، وعندما يأتون لدينا يكتشفون أنهم وقعوا ضحية لمحتال، مشيراً إلى أن "صاحب الآيبان نفسه من الضحايا، حيث تم اختراق حساباته ليتم تمرير الأموال عن طريق حسابه".
وفي نهاية حديثه، حذر "العنزي" من الوقوع في مثل هذا الاحتيال بعدم التحويل إلا بعد التحقق من صحة الآيبان، وأنه يخص مؤسسة، حيث تبين ذلك بعد إضافة الرقم في البنك قبل تأكيد عملية التحويل، ويفضل الحضور لمقر المؤسسة أو المحل والتعامل معهم بشكل مباشر.
وفي واقعة أخرى، تحدث "أ. البلوي" وقال: "شاهدت إعلانًا أعجبني عن شقة فاخرة للإيجار، وطلب مني تحويل مبلغ 500 ريال كعربون، فتم تحويلها بعد أن طلبت اسم المكتب ودخلت، فشاهدت الردود طيبة والناس تثني على تعاملهم، فوثقت وحولت المبلغ، ولم أكن أعلم أنه مخترق الموقع وأبدل رقم المكتب برقم يخصه، وتأكدت أنني وقعت ضحية بعد أن أعطاني حظراً على رقم جوالي".
ضحية أخرى في الرياض، حيث توضح "ع. العطوي" أنها "تعرضت لنفس الأسلوب بل أعظم من ذلك، حيث طلب منها المحتال رقم كود يصل على جوالها لتفعيل العقد الإيجاري عن بُعد".
وأبانت: عندما أعطيته الكود اكتشفت أنه استحلّ رقم هاتفي وحوّله لشريحة إلكترونية، ثم استولى على حسابي في "أبشر" وغيّر الأرقام السرية في تطبيقات البنوك، ثم استولى على ما فيها من مبالغ، وبدأ يمرر عن طريقي الحوالات، إلى أن لحقت هذا الأمر في ثاني يوم بعد مراجعة الأحوال وتعديل رقم أبشر، وقد تقدمت ضده ببلاغ لمركز شرطة الروضة في الرياض.
وعلى غرار هذا، يقول أحدهم عبر منصة "إكس": شاهدت إعلانًا في تطبيق "تيك توك" لسيارة بالأقساط بسعر النقد الحاضر "الكاش"، وكان سعرها مغرياً، وتواصلت معه، وقال: حوّل القسط الأول كعربون، ثم اذهب للمعرض وتسلّمها.
وأردف: "تواصلت معهم على الرقم هاتفيًا، وأكدوا لي أن السيارة موجودة بالفعل، فقمت بالتحويل، وعندما ذهبت للمعرض وجدت أن موقعهم مخترق والرقم مستبدل".
وعلّقت سيدة على واقعة الاحتيال بقولها: "طلبت من محل ورود باقة ورد وحلويات، واكتشفت أن الرقم مستبدل في الموقع، وفعلياً قمت بالتحويل على شخص لا علاقة له بالمحل"، ثم اختصر الكلام مغرّد فقال: ضحية كل نصاب شخص طماع قاده الطمع للفوز والظفر بالسلعة طامعًا في رخصها أو طامعًا في اختصار وقته وجهده، وقاده ذلك للاستعجال وعدم التحقق".
من جهتهم، حذر تقنيون من الوقوع ضحية احتيال ونصب، مشيرين إلى أن الأساليب متنوعة ومتعددة، مؤكدين عدم التحويل المالي إلا بعد التحقق من صحة الحساب أنه يعود للجهة المستفيدة نفسها.