ابحثوا عن خدمات القرى والمراكز البعيدة.. "المرواني": لا تُطَبِّلوا لهذا المسؤول

ابحثوا عن خدمات القرى والمراكز البعيدة.. "المرواني": لا تُطَبِّلوا لهذا المسؤول

يُحذّر الكاتب الصحفي محمد المرواني، من ظاهرة التطبيل الإعلامي للمسؤولين، والتي تركز على إظهار الإنجازات والإبداع في كل ما يقومون به؛ حتى إن بعض المسؤولين يجلب الكفاءات لمراكزهم الإعلامية، قبل جلب العقول الإدارية أو المجتهدين في العمل؛ ليؤكد الكاتب أن جودة الخدمات في القرى والمراكز البعيدة هي معيار نجاح المسؤولين الحقيقي.

كلكم راعٍ

وفي مقاله "التطبيل للمسؤول!!" بصحيفة "المدينة"، يقول المرواني: "لا شك أن لكل منا في هذه الحياة مسؤولية تجاه أفراد أسرته ومجتمعه.. وكما قال صلى الله عليه وسلم: (كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته).. بعضنا يفقد معنى المسؤولية، وربما يثق ثقة عمياء بمن حوله دون متابعتهم؛ ليفقد في النهاية مصداقيته أمام المجتمع، ربما بحسن نية، وهو لا يدرك أن مَن تحته وحوله يُطَبّلون له من أجل مكاسب وقتية".

التطبيل الإعلامي

ثم يرصد "المرواني" ظاهرة التطبيل للمسؤولين، ويقول: "رغم أننا نحيا عصر المعلومات والسوشيال ميديا، وربما ندرك أننا بضغطة زر نعلم بما يدور حولنا في أقل من ثانية؛ إلا أن هناك مَن يستطيع تجاوز كل ذلك باستخدام التقنية والتطبيل الإعلامي بموقع الجهة التي يتبع لها، لأنه يعمل على إظهار عمل إدارته المسؤول عنها -أمام الرأي العام- بأعلى درجات الإبداع؛ لذلك يحرص بعض المسؤولين على جلب الكفاءات لمراكزهم الإعلامية، قبل جلب العقول الإدارية أو المجتهدين في العمل؛ فبعض المسؤولين يريدونك مطبّلًا، ولكي تكون قريبًا منه لا بد أن تجيد فن التطبيل قبل فن الكتابة".

نوعان من المسؤولين

كما يكشف "المرواني" عن نوعين من المسؤولين، ويقول: "المسؤول الذي يجيد الوعود دون التنفيذ، هو نفسه الذي يجيد اختيار مركزه الإعلامي.. والمسؤول الذي يعمل بجد وإخلاص تجده أقل ظهورا؛ ولكن تتكلم عنه إنجازاته التي تظهر للرأي العام بواقعية وتجرد.. فالمسؤول الجيد هو الذي يحرص على عمله، ويخاف الله أولًا وأخيرًا فيما وُكِل به من أمانة، ويتقي الله فيمن وضعوا الثقة فيه من المسؤولين وولاة الأمر، ليكون خادمًا للوطن والمواطن لما فيه المصلحة العامة؛ لأنها أمانة يجب أن يؤديها بإخلاص وتفانٍ، وسيُسأل عنها في الدنيا ويوم القيامة.. وهنا لا ألغي حق المراكز الإعلامية في الثناء على جهاتها وإبراز إنجازاتها؛ فهناك -ولله الحمد- من يؤدي عمله على أكمل وجه بما يحقق الرفاهية ويزيل العقبات أمام المواطن، سواء في المدينة أو المحافظة أو القرية والمركز".

ابحث عن خدمات القرى والمراكز البعيدة

وعن معيار نجاح المسؤول، يقول "المرواني": "إذا أردت رؤية الفوارق بالعمل بين منطقة وأخرى مثلًا؛ فعليك أن تبحث عن الخدمات في القرى والمراكز البعيدة عن صخب المدينة وإعلام تويتر؛ فإذا كانت الخدمات جيدة، تعرف قيمة المسؤول بكل قطاع في هذه المنطقة، وإذا كان هناك قصور فربما يكون من المسؤول الأقل؛ ولذا على المسؤول الأعلى تدارك ذلك القصور.. فالجولات الميدانية وسيلة لتدارك احتياجات الناس، ولو أن كل مسؤول قام بجولة شهرية أو نصف شهرية -حسب مسؤولياته- لا شك سيرصد أوجه القصور ويعالجها؛ فحكومة خادم الحرمين الشريفين وضعت الميزانيات الضخمة لخدمة كل مواطن في أرجاء الوطن".

نصيحة

ويُنهي الكاتب ناصحًا: "لتكنْ مسؤولًا، ابحث عمن ينجز عمله، وليس من يُبرز الأوهام ليعيش بظل شجرة الراحة".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org