تلعب المملكة العربية السعودية دوراً مهماً في تحقيق أمن واستقرار المنطقة والعالم لما تملكه من الحكمة والاعتدال والتأثير والقوة في العلاقات الدولية، وهي صانعة للسلام وتسعى دائماً إلى حل النزاعات بالطرق السلمية وتقرب وجهات النظر بين الأطراف المختلفة وتقدم المبادرات في تحقيق ذلك.
وأكد ذلك تصريح وزير الإعلام الباكستاني فؤاد شودري، أمس الاثنين، الذي قال فيه إن المملكة العربية السعودية أدت دوراً مهماً في تخفيف التوتر العسكري بين باكستان والهند، مما يؤكد دور المملكة المهم والرائد في تحقيق الاستقرار الإقليمي والعالمي.
ونستذكر في هذا الجانب ما قدمته المملكة العربية السعودية من مبادرات سلام في كثير من الدول ومنها القضية الفلسطينية من خلال مبادرة السلام العربية التي تبنتها الدول العربية في القمة العربية ببيروت في عام ٢٠٠٢ م، كما قادت عملية السلام في اليمن من خلال مبادرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية وهي المبادرة التي أدت إلى انتقال سلمي للسلطة قبل انقضاض المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران على الحكم، كما قدمت العديد من المبادرات التي تسعى فيها دائماً إلى دعم الاستقرار من خلال ثقلها السياسي.
وشهد العالم، نجاح المملكة العربية السعودية في إنهاء نزاع مسلح اندلع 10 سنوات بين إريتريا وجيبوتي، وهي الأزمة التي نشبت في يونيو عام 2008 ووصلت في بعض الأحيان إلى مواجهات مسلحة وأدت الوساطة السعودية إلى إنهاء الأزمة المستمرة بين الطرفين والتي كانت تؤثر بشكل كبير على دول القرن الإفريقي وشعوبها وساعدتهم في تجاوز خلافاتها وتحقيق السلام.
ونجحت السعودية في توقيع اتفاق سلام دائم بين إثيوبيا وإريتريا، ينهي حالة العداء التي امتدت بينهما لمدة عشرين عاماً، بعد حرب ضروس قتل فيها أكثر من 100 ألف شخص من مواطني الدولتين، وتضاعفت في أعقابها معدلات عدم الاستقرار الأمني في منطقة القرن الأفريقي، التي عانت طيلة ما يزيد على ربع قرن.
وكان للمملكة دور مهم في جمع الفرقاء من دولة لبنان 1989 م في اتفاق سلام تاريخي، أُطلق عليه "اتفاق الطائف" ودعمت الجهود السعودية، اتفاق سلام، تم توقيعه بين حركتي "فتح" و"حماس" الفلسطينيتين في عام 2007، في مدينة مكة المكرمة.
ورفعت السعودية راية السلام والتوافق بين الأشقاء في أفغانستان ولیبیا والصومال والعراق وغیرھا وعملت على التقریب في وجھات النظر بین الأطراف المختلفة، كما عملت على نشر ثقافة الحوار والفھم المشترك والتسامح داخلياً وخارجياً وأسست لذلك المراكز الوطنية والدولية مثل مركز الملك عبدالعزیز للحوار الوطني والمركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف (اعتدال) ومركز الملك عبد الله للحوار بین أتباع الأدیان والثقافات ومركز الأمم المتحدة لمكافحة الإرھاب، وغیرھا."
وتسجل السعودية اسمها كدولة راعية للسلام وداعمة له، في كل العالم، حيث يحتفظ التاريخ الحديث للمملكة بصفحات مشرّفة، تشهد لها بجهود كبيرة ومضنية، لنشر ثقافة السلام والوئام وتقبل الآخر بين الدول أو الجهات المتناحرة.