
علمت "سبق" أن المتسوق السري لوزارة الصحة رَصَد عدة ملاحظات على طوارئ المبنى الرئيسي في مدينة الملك سعود الطبية يوم الأحد الماضي، في ثلاث فترات مختلفة ما بين تذمر مراجعين، وسوء تعامل طبيبة، وعدم مراعاة خدمة كبار السن.
وحدد مصدر مطلع تفاصيل الملاحظات ومنها: وجود تكدس في استقبال الطوارئ، وعدم وجود تنظيم للمراجعين أمام الاستقبال؛ مما سبّب تكدسًا وعدم وجود كراسي متحركة بشكل كافٍ عند مدخل الطوارئ، وعدم وجود موظف مختص بنقل المرضى؛ حيث يقوم المرافق بنقل المريض ووضعه على السرير.
وأشار المصدر إلى "أن زيارة الزائر السري جاءت في الفترات الثلاث المختلفة؛ حيث لوحظ في الفترة الأولى (الساعة الثانية عشرة) مساء تذمر المراجعين من عدم استقبالهم، وتحويلهم إلى مستشفيات أخرى، والتعذر بتعطل قسم الأشعة حسب إفادة أحد المرضى المحولين، والفترة الثانية (السادسة مساء) كان هناك سوء تعامل من قِبَل طبيبة (من جنسية عربية)؛ حيث رفضت استقبال مريض وطلبت منه الذهاب إلى مستشفى آخر فقال مرافق المريض: لماذا؟! أنا سعودي يحق لي العلاج، فقالت: نحن اليوم لا نستقبل حالات؛ فخرج يسأل عن مدير الطوارئ.
وذكر المصدر "أن الفترة الثالثة (الثامنة مساء) قام الزائر بعمل تجربة، وأوضح أنه يشتكي من ألم شديد قد يكون كسرًا في يده اليمنى، وعند الدخول إلى قسم الطوارئ لوحظ عدم وجود طاولة فرز بصري، ولا يوجد آلية وتنظيم عند الاستقبال، والانتظار قرابة نصف ساعة، ومن ثم الدخول على الملاحظة للكشف، وتم أخذ العلامات الحيوية بشكل جيد، وعند دخول الطبيبة (من جنسية عربية) سألت الزائر السري مِن ماذا يشتكي، ولم تقم بالكشف أو فحص إصابة المريض؛ فاكتفت بتحويل الزائر السري إلى مستشفى آخر، وعند السؤال عن سبب التحويل أفادت بأن الحالة غير طارئة ولم تترك مجالًا للنقاش؛ إما بالتحويل أو إعطائه مسكنات؛ حيث لم يكن تعاملها بشكل جيد.
ومن الملاحظات التي تم رصدها؛ عدم مراعاة خدمة كبار السن، وتركهم في الانتظار لفترات طويلة، وتدني نظافة دورات المياه، وقصور في مكافحة العدوى؛ حيث تم وضع مريض على سرير ولم يتم تعقيمه أو تغيير الغطاء أحادي الاستخدام، وعدم الحفاظ على خصوصية المرضى، ومستوى التكييف غير مناسب، وتدخين الموظفين بحرم المستشفى بالقرب من قسم الطوارئ.
يُذكر أن "المتسوق السري" هو عملية تقييم لمستوى الأداء والخدمات في المنشآت الصحية وقطاعاتها بوزارة الصحة؛ وذلك بزيارات دورية تتسم بالسرية، ويقوم بها أشخاص مؤهلون، وتغطي المستشفيات والمراكز الصحية في مناطق السعودية كافة، والمتسوق السري هو موظف لديه احترافية في مجال التقييم؛ إذ يقيّم الواقع، وينقل الملاحظات للمسؤولين، وهو عين الوزارة في أرجاء القطاعات الصحية حول السعودية.