رفع فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام أ.د. ياسر الدوسري الشكر والتقدير لمقام خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين -حفظهما الله- اللذين يبذلان الغالي والنفيس، ويقدمان كل ما من شأنه دعم التعاون المثمر بين المملكة العربية السعودية ومملكة تايلند، سائلًا الله سبحانه وتعالى أن يديمه على أفضل صورة، وأن يديم المحبة والمودة والوئام بين البلدين والشعبين.
جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال زيارته لمجلس شيخ الاسلام في تايلند بحضور نائب شيخ الإسلام وعدد من أعضاء المجلس، وذلك خلال زيارته الحالية ضمن برنامج زيارات أئمة الحرمين الذي يشهد لقاءات وبرامج دعوية، وتشريف حضور الحفل الختامي للمسابقة الكبرى للسنة النبوية بمملكة تايلند، والتي تنفذها وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد.
وعبّر فضيلته عن سعادته بزيارة هذا المركز المتميز، والاطلاع على البرامج النوعية المقدمة من المركز الإسلامي بتايلند، كما أشاد بهذه الجهود التي لا يملك كل من يشاهدها إلا الإعجاب بكل ما يراه من هذه الجودة العالية والتمكن والاحترافية المتميزة في كل ما يقدمه المركز للناس، لا سيما وأن البرامج جاءت شاملةً للجوانب الدعوية والثقافية والتربوية والاجتماعية في كل المجالات، وهذا التوازن الجميل يعكس صورة هذا الدين الحنيف، ويثبت أن الإسلام صالح لكل زمان ومكان، وأن الإسلام قادر على تقديم كل ما يحتاجه الإنسان في حياته الدينية والدنيوية.
وأشاد فضيلته بالنماذج المشرقة التي شاركت في المسابقة الكبرى للسنة النبوية من الطلاب والطالبات، والذين تسابقوا في هذه المسابقة، وأنهم نتاج وثمرة لجهود عظيمة مبذولة أنتجت لنا هذا المخرج حتى رأينا طفلة معاقة صغيرة وتحفظ أربعين حديثًا، وهذا يدل على الجهود العظيمة التي بُذِلت فأنتجت هذه المخرجات المتميزة، كما أشاد بطرح المشايخ وحديثهم حول المفاهيم التي يعملون عليها والآلية التي يسيرون عليها، والرؤى التي يسعون لتحقيقها، فقمة الوعي أن يكون لدى العالِم وطالب العلم والداعية القدرة على التوازن والتعاطي مع البيئة التي يعيش فيها، وأن يدعو إلى الدين بكل توازن ووسطية واعتدال.
ودعا فضيلته الدعاة وطلاب العلم إلى الحرص على تقديم الفهم الصحيح للإسلام، وحذر من الأخطاء التي تقع من بعض الناس في فهمهم للإسلام؛ بسبب أنهم يبنون فهومهم وفهم غيرهم على نصوص منتزعة من سياقها الشرعي الذي أراده الله ورسوله ﷺ، ثم يحاولون فهم دين الله من خلال هذه النصوص في معزل عن فهم السلف الصالح، فيحصل بذلك خلل كبير ومفاسد عظيمة.
وبيّن فضيلته أن مهمة الفهم الصحيح للإسلام هي مهمة العلماء وطلاب العلم، وأن على الدعاة والخطباء وأئمة المساجد أن يقدموا الصورة الصحيحة للإسلام بكل توازن كما أراد الله سبحانه وتعالى، ووضّحه رسوله ﷺ، وسار على ذلك السلف الصالح رحمهم الله.
وقدّم فضيلته في ختام كلمته الشكر لمملكة تايلند ولرئيس مجلس الوزراء، والشكر لوزارة الشؤون الإسلامية على رأسها الشيخ الدكتور عبداللطيف آل الشيخ على كل ما يقدم، ورأينا لمساته وبصماته واضحة في كل المشاريع النوعية في هذه البلاد، فيما يتعلق بالبرامج التي تقدمها الوزارة وتقدمها دولتنا، كما نقل لهم سلامًا خاصًا من الشيخ عبدالرحمن السديس رئيس شؤون الحرمين الذي يحرص على متابعة هذه الزيارة، ويسعد بكل ما يسمعه من نتائج الأعمال المبذولة في هذه الدولة، سائلًا الله أن يحيط المملكة وتايلند بالأمن والأمان والاستقرار الدائم الذي ينعكس أثره على الناس في دينهم ودنياهم.
عقب ذلك، زار فضيلته مدرسة نونج شوك بيتايانوسون الثانوية، وألقى كلمة توجيهية على الطلاب والطالبات ومنسوبي المدرسة، أوصاهم فيها بالحرص على تعلّم القرآن والسنة وتعلم العقيدة الصحيحة والصدور في ذلك عن العلماء المعتبرين، كما حثهم على الحرص على العلم والتعلم، والتميز في التحصيل العلمي والدراسي، كما التقى بالسيد واروي ماكودي حامل رخصة المدرسة ورئيس مؤسسة مسجد دار الهدى الخيرية، عضو المجلس الدولي لكرة القدم (الفيفا)سابقًا، ورئيس الاتحاد التايلندي لكرة القدم سابقًا، والسيد سويناي عبدالسلام سمانلوه مدير المدرسة، والسيد براسان ديشاويبول مدير المدرسة السابق، والسيد شايوات محمد سيب سنت وارفونج من العلاقات الخارجية للمدرسة، ومدير إدارة اللغات الأجنبية في البرلمان التايلندي سابقًا، وأعضاء اللجنة الإدارية للمدرسة، وعدد من مديري المدارس وأئمة المساجد في المنطقة، وممثل مكتب شيخ الإسلام في تايلند.