
يطالب الكاتب الصحفي عبدالله الجميلي، وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، والجهات ذات العلاقة، بوضع أنظمة لـ"موظفي النظافة"، تضمن حقوقهم لدى الشركات التي يعملون بها، ومنها حدّ أدنى مناسب من الرواتب، وبدل خطر، وعلاوة سنوية، وتأمين طبي، لافتًا إلى ضرورة التعامل الإنساني معهم، راويًا واقعة محاولة أحد المواطنين التعدي على (عامل نظافة) في شارع عام لولا تدخل الكاتب نفسه.
وفي مقاله "يوم لـ(موظف النظافة)!" بصحيفة "المدينة"، يقول الجميلي: "قبل 3 أسابيع تقريباً صادفت محاولة أحد المواطنين التعدي على (عامل نظافة) في شارع عام وأمام مكتبه الخاص؛ فوسط أمواج غضبه الصّوتي وشتائمه التي معها تورّمت أوداجه لم يمنعه من ضربه ذلك إلا تدخلي، وتهديدي له بفضح أمره، واستدعاء الجهات الأمنية!!".
ويعلق "الجميلي" قائلاً: "مشهد (ذلك المسكين) وهو لا يملك حولاً ولا قوة للدفاع عن نفسه في مواجهة ذلك المُفتري أكد لي أهمية فتح ملف (موظفي النظافة)، وهم الجنود الفاعلون في المجتمع، والساعون في خدمته، وتنظيف طرقاته وميادينه، وبالتالي المساهمة في تعزيز صحته وحمايته من التلوث، وصولاً لجودة حياته".
ثم يرصد "الجميلي" متاعب ومصاعب هذه المهنة، ويقول: "(موظفو النظافة) يمارسون مهامهم في ظروف صعبة، فهناك المخاطر الصحية التي هم عرضة لها جراء تعاملهم مع المخلفات التي قد يكون بعضها ساماً، وهناك ساعات عملهم التي تمتد لساعات طويلة في أجواء قاسية البرودة شتاء، وحارة جداً صيفاً، إضافة لمشْي الرّاجلون منهم لمسافات طويلة.
ويضيف الكاتب قائلاً: "(أولئك الأبطال) رغم أهمية مهمتهم ورسالتهم النبيلة، التي لو تخلفوا عن أدائها يوماً لحلّت الكارثة، ومع تلك الظروف التي يعيشونها في بيئة عملهم إلا أنهم يعانون من قلة رواتبهم التي لا تصل إلى (800 ريال)، والتي تتأخر أحياناً لأشهر، وهي التي بالتأكيد لا تكفي لأن يدَّخروا منها شيئاً لبناء حياتهم أو توفير لقمة عيشٍ لأُسرهم التي يعيلونها في بلدانهم".
ويطالب "الجميلي" بنظام يحمي حقوق موظفي النظافة، ويقول: "وهنا ولأن بلادنا هي (مملكة الإنسانية) والشواهد كثيرة، ولعل منها تعاملها الإنساني الرائع مع المقيمين خلال (جائحة كورونا كوفيد 19)؛ حيث لم تتخلّ عنهم ووفرت لهم الحياة الكريمة في ظل أزمات اقتصادية طالت العالم أجمع، فما أرجوه من وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، وبالتعاون مع الجهات ذات العلاقة صناعة أنظمة لـ(موظفي النظافة) تضمن حقوقهم عند الشركات الخاصة التي يعملون تحت مظلتها، ومن ذلك حدّ أدنى من الرواتب يواكب قدسية رسالتهم، وبدل خطر، وعلاوة سنوية، وتأمين طبي إلى غير ذلك من الحوافز، وقبل ذلك التعامل الإنساني معهم".
ويضيف الكاتب قائلاً: "أخيراً تعدِّي ذلك الرجل على (موظف النظافة) حالة فردية لا تمثل مجتمعنا الطّيب، ولكن هذه دعوتي لأن نزرع في مجتمعنا بأطيافه كافة قيمة (موظفي النظافة)، والبحث عن المزيد من المعاملة الحضارية لهم، وهذه مهمة يجب أن تقوم بها (الأسر، والتعليم مدارسها وجامعاتها، ومنابر الجمعة، ووسائل الإعلام، وغيرها من الأدوات والفعاليات)".
وينهي "الجميلي" قائلاً: "يبقى ندائي بأمرين: إطلاق جمعية خيرية خاصة بهم تدافع عن حقوقهم، وتساعدهم في أية أزمات تواجههم، وكذا تخصيص (يوم) من العام لهم تحت مسمى (يوم موظف النظافة)، فرسالتهم سامية، وهي لا تقلّ في أهميتها عن رسائل (الطبيب والمُعلم والممرض، و...)، ولعل ذلك اليوم يكون سنوياً في (الـ30 من شهر مارس)، وسلامتكم".