قال عضو هيئة التدريس بجامعة الملك فيصل سابقًا والخبير والباحث الأكاديمي والمهتم بقضايا ومشكلات المياه والبيئة، الدكتور محمد بن حامد الغامدي، إنه تبنى مشروعًا لمحاربة العطش، طرحه منذ عقود، تدور جميع أفكاره حول مجال فلكه وأهدافه.. مؤكدًا أنه سيحقق تطلعًا إنسانيًّا لصالح الأجيال القادمة في ظل ندرة المياه التي تثير قلقًا، وزيادة الطلب عليها.
وأكد الدكتور الغامدي في حديثه لـ"سبق" أن مستقبل الماء يتوقف على توافُر مصادره الطبيعية، التي تنحصر في بلدنا على المياه الجوفية، بالرغم من مساحته الكبيرة «أكثر من مليونَيْ كيلومتر مربع، بما يعادل مساحة دول عديدة»، لكنها خالية من المياه السطحية كالأنهار والبحيرات؛ وهذا يجعل شبح العطش وتهديده دائم الحضور والقلق؛ فندرة الماء تجعل التحدي أمامنا مستدامًا.
أيضًا المحاذير الاستراتيجية الخطيرة تتعاظم مع زيادة عدد السكان والتوسعات الزراعية والصناعية؛ ونتيجة لذلك يأتي السؤال الاستراتيجي: كيف نواجه تحديات ندرة الماء؟
وأضاف الغامدي بأن الحديث عن المستقبل حديث عن الحياة، حديث عن الوجود. والذي لا يستطيع قراءة المستقبل لا يستطيع خدمته، ولا يستطيع التأثير في مساراته وتوجهاته. والأمة التي لا تقرأ مستقبلها ستظل تعيش في خطر الزوال. وإذا كانت ندرة الماء هي الخطر فهذا يعني أن التهديد الوجودي لهذه الأمة ينبع من بيئتها نفسها في نهاية المطاف؛ وهو ما يعني الموت عطشًا أو الهجرة بسبب خطر ندرة الماء في بيئة تصبح طاردة للحياة.
وأضاف: نتيجة لذلك، على الأقل أمام نفسي، لم تتوقف جهودي، ودفق أفكاري ونشاطي، ورفع صوتي لمواجهة ذلك الخطر الوجودي قبل أن يقع.
وأشار إلى أن الأفكار المطروحة كثيرة، خاصة مع ثورة التقنيات العلمية، وجميعها تطرح ما تراه حلولاً لمواجهة ندرة الماء. ولن أدخل في سرد هذه الأفكار، لكنها جميعًا تُعمِّق مشكلة ندرة الماء، بالرغم من أنها توفره.
وهناك طرح قادم يُفسِّر ذلك.. فالمشروع الذي أنادي بتطبيقه لمواجهة ندرة الماء يأتي من البيئة نفسها؛ لحل استراتيجي تقدمه البيئة نفسها. إنه حل جاء من منطلق قناعتي بأن البيئة إذا وقفت مع الإنسان فلن يكون وحيدًا، ولكن كيف نجعلها كذلك؟