أكد إخصائي التوجيه والإرشاد النفسي الدكتور فواز بن كاسب أن الحملة الأمنية لمكافحة المخدرات لن تنجح وحدها؛ فلا بد أن تصاحبها استراتيجية للوقاية، مشيراً إلى أن سلاح المعرفة سيقضي على حيل مروجي المخدرات وبصفة خاصة الشبو الذي للأسف الشديد فتك بكثير من أبنائنا وبناتنا.
وقال "كاسب" لـ"سبق" إن "المجتمعات الدولية شهدت تطور المخدرات وتغيرها نتيجة زيادة الحملات الأمنية التي تحد من انتشار هذه المخدرات، وهذا قد يكون متوقعًا لدينا في المملكة بأن من يقف خلف ترويج الشبو سيقوم بسحبه من الأسواق، وإعادة تصنيعه مرة أخرى بأشكال وألوان ومسميات تجارية أخرى لإعادتها إلى السوق".
وأردف: "عندما نتمتع نحن بالثقافة ومعرفة أعراض المخدرات مهما تشكلت أنواع المخدرات يكون لدينا سلاح المعرفة، وبالتالي التعامل مع أبنائنا الذين تورطوا أو من المحتمل أن يتورطوا في مثل هذه المواد السامة والتعامل معهم ليكون هناك تدخل مباشر سواء في التوجيه والإرشاد أو المنع والعلاج قبل أن يصل إلى مرحلة الإدمان".
وأشار إلى أن الحملة الأمنية التي تقوم بها القوة العسكرية والجهات الأمنية للقضاء أو الحد من انتشار المخدرات التي يطلق عليها مكافحة المخدرات هي بدون شك فعالة ومؤثرة وناجحة بإذن الله، ولكن تحتاج إلى أن يكون بجانبها محور آخر وهو محور الوقاية.
وتابع: "محور المكافحة الأمنية للقطاع العسكري والجهات الأمنية والجانب الوقائي لا بد أن يكونا متوازيين وموجودين دائمًا لكي يكون هناك ثقافة مجتمعية للحماية من المخدرات ومعرفة أشكال المخدرات".
وبيّن أن استراتيجية الوقاية تتمثل في النصح والتوجيه وأيضاً الإرشاد وتثقيف عناصر المجتمع عن المخدرات وأضرارها بشكل عام وأعراض التعاطي النفسية والاجتماعية والأعراض المالية أيضاً.
وأكد أنه يجب علينا كآباء وأولياء أمور ومعلمين وخطباء المساجد أن يكون لدينا المبادرة والاستمرار في عملية التوجيه والإرشاد؛ لكي ينعكس ذلك على تحقيق المواطنة لحماية أبنائنا وبناتنا وحماية المجتمع.
واختتم "كاسب" بالقول إن "المملكة العربية السعودية مستهدفة ومعرضة لحملة شرسة لكن نتطلع إن شاء الله بالجهود المشتركة من قبل الجهات المعنية العسكرية والأمنية والجهات المدنية أيضًا من منظور تنمية مهارات الأسرة للتعامل مع مثل هذه المتغيرات في تعاطي المخدرات".