أوضحت الجمعية السعودية لأمراض وجراحة اللثة حقيقة المعلومات المتداولة حول تسبب استخدام غسول الفم مرتين يوميًا في رفع نسبة الإصابة بمرض السكري.
وأشارت الجمعية إلى أنه بعد البحث والتحري عن تلك المعلومة تبين أنـه لا يوجد إلا دراسة علمية واحدة ذكرت هذه المعلومة، وقد تم نشرها في عام 2017 م، ومن خلال مراجعة المقالة وأهداف الدراسة والعينة المدروسة ومنهجية البحث العلمي المتبعة فيها والتحليلات الإحصائية المصاحبة، تبين أنه لا يمكن -من خلال هذه الدراسة فقط- الوصول للنتيجة أن استخدام غسول الفم مرتين يوميًا يزيد من نسبة الإصابة بمرض السكري، وهي المعلومة المتداولة من البحث المشار إليه.
وأضافت في بيان لها حول الآراء الطبية التي دارت حول غسول الفم، ومن بينها حديث أستاذ وعالم أبحاث في المسرطنات ودكتوراه في انقسام خلايا السرطان الأستاذ الدكتور فهد الخضيري، أنه "استجابة للعديد من الاستفسارات والأسئلة التي وردت للجمعية بخصوص استخدام غسول الفم، وعلاقة استخدامه المتكرر (مثال: مرتين يومياً) مع زيادة نسبة الإصابة بمرض السكري، ومن منطلق الدور الاجتماعي والتوعوي للجمعيـة السـعودية لأمراض وجراحـة اللثـة فـي تثقيف وتوعية المجتمع، ولأهمية تصحيح ما ورد من مفاهيم خاطئة ومعلومات غير دقيقة، فقد قامت الجمعية من خلال طاقم من الاستشاريين المختصين بمراجعة ما ورد من مواد إعلامية والأبحاث والدراسات المنشورة بخصوص هذا الموضوع للتوصل لهذا الرأي وبيان مدى موثوقيته.
وتابعت، أنه بناء على مقالات علمية موثوقة مـن قبـل عـدد مـن الباحثين والأكاديميين المعتمدين، والتـي تـم نشرها في مجلات علمية موثقة في العام 2018، فقد تم الرد على المقالة المذكورة أعلاه بعدم تمكن الدراسة من إثبات علاقة استخدام غسول الفم مرتين يومياً بزيادة نسبة الإصابة بالسكري.
وأهابت الجمعيـة السـعودية لأمراض وجراحـة اللثة بالجميـع بضرورة أخذ واستقاء المعلومـات مـن مصادرها الصحيحة والموثوقة، مع اتباع الممارسات العلمية والتثقيفية المبنية على الأدلة والبراهين، والبعـد عـن نـشـر المعلومات المشكوك في صحتهـا والموجـودة فـي بعـض الدراسات والمنشورات الضعيفة وغير المستندة على الأسس العلمية الرصينة والمتينة المتعارف عليها.
ونصحت في بيانها باستخدام غسول الفم بحسب إرشادات طبيب الأسنان الخـاص بـك، وفي الحالات التي تستلزم استخدامه فقط، وعدم استخدامه بشكل روتينـي مفرط؛ لاحتمالية التعرض إلى آثار جانبية مثبتة ومعروفة مثل التصبغات السنية وتغيرات في الطعم والقضاء على البكتيريا الطبيعية الموجـودة فـي الفـم والمهمة للحفاظ على البيئة الفموية الأساسية للجسم.
وأكدت الجمعية ضرورة التواصل مع الجهات المختصة والمؤسسات العلمية المعتمدة والموثوقة قبل نشر أي معلومات خاطئة أو غير مثبتة علميًا.
جدير بالذكر أن الدكتور "الخضيري" قد دعا إلى التقليل من استخدام غسول الفم اليومي؛ باعتباره عبارة عن دواء وليس للاستخدام اليومي، ويسبّب مشكلات كثيرة من بينها الإصابة بالسكري.
وحذّر الخضيري من أن الأشخاص الذين يستخدمون غسول الفم مرتين يومياً تزيد لديهم نسبة الإصابة بالسكري/ مرحلة ما قبل السكري بنسبة 55%.
ولفت في تغريدة على حسابه بـ"تويتر" إلى أن دراسة أثبتت أن غسول الفم مرتين يومياً يسبّب خللاً في توازن البكتيريا النافعة في الفم (التي تنتج أكسيد النيتريك Nitric Oxide الذي يساعد على تنظيم الأنسولين في الجسم).