نجح مؤخرًا فريق جراحي متخصص في زراعة الكلى بمستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالسويدي، في إجراء عمليتين معقدتين لزراعة الكلى لمريض وفتاة عَانَيَا من الفشل الكلوي التام وكثرة التردد على المستشفيات لإجراء جلسات للغسيل الكلوي، بالإضافة إلى مشاكل تتعلق بأمراض السكري وانخفاض مستويات ضغط الدم.. هذا ما أوضحه الدكتور طارق الزهراني استشاري جراحة المسالك البولية وزراعة الكلى.
وأضاف أن المريض الأول يبلغ من العمر 60 عامًا، يعاني من الإصابة بمرض السكر وارتفاع في ضغط الدم غير المنتظم منذ عام 2020م؛ الأمر الذي أدى إلى حدوث تدهور عام في صحته، والمعاناة من الفشل الكلوي، والحاجة الماسة للخضوع لجلسات الغسيل الكلوي بصورة دورية؛ موضحًا أنه فور وصوله المستشفى تم إخضاعه لفحوصات تَطَابق الأنسجة وفصيلة الدم والأجسام المضادة، وقد حاول الابن التبرع بكليته لوالده؛ لكن أثبتت الفحوصات تكوّن أجسام مضادة في حال الزراعة.
وأشار د.الزهراني إلى أنه بناءً على ما سبق، تم عمل فحوصات أخرى لابنته، وتَبَيّن وجود تطابق جيد ومعدل بسيط من الأجسام المضادة يمكن السيطرة عليه. بالرغم بأن كلية الابنة يغذيها أكثر من شريان؛ الأمر الذي يزيد من تعقيدات التدخلات الجراحية.
وبعدها قام الفريق الطبي بدراسة كل التحاليل والفحوصات، وإطلاع المريض والمتبرع على الخطة العلاجية من الناحية الطبية فيما يخص أدوية المناعة والإجراءات اللازمة، وما يخص الجانب الجراحي؛ حيث تَقرر إجراء عملية استئصال الكلية من المتبرع، والتي استغرقت ساعتين، ومن ثم عملية زراعة الكلى 4 ساعات، وبعدها نُقِل المريض للعناية المركزة لمدة 24 ساعة حسب الخطة الموضوعة سابقًا؛ وذلك للاطمئنان على مؤشراته الحيوية، التي أبانت -ولله الحمد- وجود استقرار للحالة الصحية للمريض، واستجابة الجسم لعملية الزراعة، وتحسّن نِسَب الكرياتينين بالدم.
ولضمان السيطرة على الأجسام المضادة؛ تم التعامل معها من خلال إعطاء أدوية المناعة المتخصصة في علاج الأجسام المضادة عن طريق الوريد، وإجراء 6 جلسات للبلازما، وإعطاء جرعتين من أدوية المناعة؛ للحد من إنتاج أجسام مضادة جديدة؛ موضحًا أن المريض خرج من المستشفى خلال أسبوعين؛ وذلك بعد تحسن حالته تمامًا والاطمئنان على كافة مؤشراته الحيوية.
وعن الحالة الثانية قال د.عزام إبراهيم أخصائي الكلى ومنسق عمليات الزراعة: إنها لفتاة تبلغ من العمر 18 عامًا، أصيبت بمرض مناعي عام 2017م؛ مما أدى إلى زيادة البروتين وتدهور وظائف الكلى تدريجيًّا والحاجة للغسيل البريتوني عن طريق قسطرة في البطن بصورة دورية نتيجة لتراكم السوائل والأملاح والسموم بالجسم؛ الأمر الذي أثّر على حياتها اليومية ودراستها.
وأشار د.عزام إلى أنه فور وصول المريضة للمستشفى بصحبة والدتها (المتبرعة)، تم إخضاعهم لعدد من الفحوصات الطبية الدقيقة للتقييم الكامل؛ إذ شملت الفحوصات (التصوير الطبقي المحوري، ومجموعة من التحليل المخبرية)؛ حيث تم التأكد من تطابق الأنسجة وعدم وجود أجسام مضادة.
وأفاد بأن عمليتي استئصال الكلية من الأم المتبرعة وزراعة الكلى تمت بنجاح تام ولله الحمد، وتَبين من الفحوصات وجود استجابة كاملة للزراعة وذلك بانخفاض سموم الكلى مباشرة بعد العملية؛ إذ خرجت المريضة من المستشفى بعد 6 أيام وهي بخير حال، وبدأت تمارس حياتها بصورة طبيعية.
الجدير بالذكر أنه تم إجراء العديد من العمليات للفئات العمرية من 19 إلى 65 عامًا، وقد تكللت كافة هذه العمليات بالنجاح بفضل من الله، ثم بتوافر الكفاءات الطبية المتميزة والأجهزة والتقنيات المتخصصة.