حصار بني هاشم.. قصة "الأرَضَة" التي أكلت الوثيقة في جوف الكعبة

40 من سادة وزعماء قريش اجتمعوا على تنفيذ بنودها طوال 3 سنوات
حصار بني هاشم.. قصة "الأرَضَة" التي أكلت الوثيقة في جوف الكعبة

ذكر الباحث في تاريخ السيرة النبوية سمير برقة أن حصار بني هاشم وقع في بداية السنة السابعة للبعثة، في شعب بني هاشم، المعروف اليوم بـ"شعب علي"، وموقعه شرقي المسجد الحرام بين جبل أبي قبيس وجبل خندمة "الغزة" حالياً.

وقال "برقة" لـ"سبق": اجتمع سادة قريش في دار الندوة وكتبوا وثيقة نصّت على الالتزام بألا يزوجوا أحدًا من نسائهم لبني هاشم، وألا يتزوجوا منهم، وألا يشتروا منهم شيئًا وألا يبيعونهم شيئًا، مهما كان نوعه، وألا يجتمعوا معهم على أمر من الأمور، وأن يكونوا يدًا واحدة ضد محمد وأتباعه.

وأضاف: وقّع على هذه الصحيفة الظالمة 40 رجلاً من زعماء قريش والشخصيات البارزة فيها، وعلقوها في الكعبة، وكان ذلك في أول شهر محرم من السنة السابعة للبعثة النبوية الشريفة، ولمّا علم أبو طالب بذلك جمع بني هاشم وبني عبد المطلب وحمّلهم مسوؤلية الدفاع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وحمايته والحفاظ على حياته، وأمرهم بالخروج من مكة والدخول في شعب يقع بين جبال مكة كان يعرف بـ"شعب أبي طالب".

وأردف الباحث في تاريخ السيرة النبوية: كانت في هذا الشعب بعض البيوت العادية والمساكن البسيطة فدخل بنو هاشم الشعب بكاملهم، المسلمون منهم والكافرون عدا أبي لهب، وكانوا أكثر من 40 رجلاً، عدا نسائهم وأطفالهم، وبقوا محاصرين في هذا الشعب ثلاث سنين، أي منذ السنة السابعة حتى السنة العاشرة.

وأشار إلى أن سبب ذلك الحصار هو أن سادة قريش اتخذوا قراراً بحصار بني هاشم للضغط على رسول الله صلى الله عليه وسلم لثنيه عن الدعوة.

وعن كيفية انتهاء الحصار، قال " برقة ": انتهى الحصار بعد ثلاث سنوات، حيث نزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبره بأن الوثيقة المعلقة في جوف الكعبة أكلتها "الأرَضَة" ولم يتبق منها سوى ذكر الله فقط، واخبرهم الرسول بأن الوثيقة قد أُكلت، فذهبوا إلى جوف الكعبة فوجدوا أن الوثيقة قد انقرضت وأكلتها الأرَضَة فعرفوا حينها بظلمهم.

ولفت إلى أن أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها، وعم الرسول صلى الله عليه وسلم أبو طالب توفيا أثناء فترة الحصار، وسُمي ذلك العام بعام الحزن، ثم بعد انتهاء الحصار حدثت واقعة الإسراء والمعراج.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org