آل طالب: الفساد الإداري والمالي يؤديان لفساد المجتمع والتخلف والانحطاط

آل الشيخ: السبيل للنجاة من المحن والسلامة من الفتن هو اللجوء إلى الله
آل طالب: الفساد الإداري والمالي يؤديان لفساد المجتمع والتخلف والانحطاط
تم النشر في
واس- مكة المكرمة، المدينة المنورة: قال إمام وخطيب المسجد الحرام، الشيخ صالح آل طالب، إن الفساد الإداري والمالي يؤديان إلى فساد المجتمع كله، ويؤديان إلى التخلف والانحطاط والفقر والحاجة وضعف الديانة وفساد الأخلاق وتعطيل مصالح العباد وظلمهم.
 
وأفاد فضيلته أن من أعظم الخصال التي تحلى بها النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه أنهم كانوا يتحرون الأكل الحلال، وكان أهل السنة والصلاح يتواصون بالتعفف في المأكل والمشرب والمكاسب، مؤكداً أن العلماء احتفوا بأكل الحلال تقريراً وتحقيقاً حتى أثبتوه في عقائدهم.
 
وأوضح أن طلب الحلال وتحريه ليس مجرد خلق فاضل بل هو أمر واجب، فلن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه؟
 
ورأى فضيلته أن التنافس على الدنيا واتباع الشهوات والهلع على الرزق مع نسيان الحساب مال ببعض الخلف إلى التهافت على حطام الدنيا وعدم المبالاة بموارد الكسب، حيث يجتهد المسلم في عمل صالح لكنه يتهاون في أكل الحرام فيخسر الدنيا والآخرة فلا يقبل عمله ولا تستجاب دعوته ولا يبارك له في كسبه؛ ولذا كانت الصدقة بالمال الحرام مردودة غير مقبولة, فليتذكر كل إنسان أن الله سائله يوم القيامة عن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه.
 
وقال فضيلة الشيخ صالح آل طالب: "إن مما تساهل الناس فيه وهو من كبائر الذنوب الغلول وهو أن يأخذ الإنسان من الأموال العامة ما ليس له أو يسخر أدوات وظيفته أو نفوذه لنفع نفسه وقرابته لا لخدمة الناس، وهذا من الظلم العظيم الذي يجر المجتمع إلى فساد عريض، وصاحبه متوعد بالعقوبة الشديدة في الدنيا والآخرة".
 
ولفت إلى أنه "إذا انتشر الغلول بين الناس ولم يجد أحدهم حرجاً من امتداد يده إلى ما ليس له فإن أخلاقاً رديئة تنتشر في الناس وكل خلق سيئ منها يدعو إلى ما هو أسوأ منه في سلسلة لا تنتهي من فساد الضمائر والأخلاق والأنانية والجشع؛ مما يؤدي إلى الظلم والبغي وينتج الضغائن والأحقاد وينشر الخلاف والشقاق، ولا سيما عند اتساع الدنيا.
 
وفي المدينة المنورة قال إمام وخطيب المسجد النبوي بالمدينة المنورة الشيخ حسين آل الشيخ في خطبة الجمعة: "إن من أعظم العقوبات التي تحل بالأمة حينما تحيد عن شرع الله عز وجل، أن يجعل بأسها بينها، فعندما تبتلى الأمة بالبعد عن دين الله عز وجل وتركن إلى هذه الدنيا الفانية وتكون هي الهدف والغاية وهي المحرك عندها تقع الأمة في المصائب العظمى وتعاني المحن الكبرى".
 
وأوضح فضيلته أنه عبر تاريخ الأمة كاد لها الكائدون وتربص لها الأعداء والحاسدون ومع هذا لم يستطيعوا أن يطفئوا نور الله سبحانه ولكن الخطر يكون فيما يقع بين أبناء هذه الأمة، فمصائب المسلمين الحالية لا تخفى على أحد حتى نسي كثير منهم قواعد الأخوة الإيمانية، وتجاهلوا الحقوق المفروضة للرابطة الإسلامية، بل أصبح البعض يستهين بالضروريات الخمس التي حرمها الشرع وزجر عن انتهاكها.
 
وبيّن فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي أن من أعظم الجرائم، وأقبح الموبقات أن يلقى الإنسان ربه جل وعلا بدم امرئ مسلم أو أن يسعى لسفك دماء محرمة ونفوس معصومة، منوهاً إلى أن ما يحزن المسلم ما يسمعه عن تلك الدماء المسلمة التي تراق بغير حق وهو أمر ينذر بشر عظيم على جميع المسلمين إن لم يكونوا يداً واحدة لإيقاف تلك المهازل والقبائح.
 
ونبه فضيلته إلى أن من أقبح الأحوال حال من لا يراعي الأخوة الإسلامية حقها ولا يقوم بواجبها، فبئس قوم هم من جمع الإسلام بينهم فتفرقوا، وأمرهم بمحبة بعضهم بعضاً فتباغضوا، ونهاهم عن الأذية لإخوانهم فكانوا أشد الناس بهم أذى وضرراً.
 
وخلص فضيلة الشيخ حسين آل الشيخ في نهاية خطبته إلى أن السبب الأعظم لوقوع البأساء بين أبناء المجتمع المسلم الواحد هو الحيد عن الصراط المستقيم، والميل عن هدي النبي الكريم، وأن السبيل للنجاة من المحن والسلامة من الفتن هو اللجوء إلى الله جل وعلا، لا مخلص ولا منقذ للأمة مما هي فيه إلا أن يرجع الحكام والمحكومون إلى الله - جل وعلا - بتوبة صادقة وإنابة حقاً في جميع المناشط وشتى الأحوال.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org