في تفاعل سريع مع قصة الحقائب الثلاث، وما قام به الطفل مشعل بن بندر الشهراني ذو الأعوام التسعة، قدَّمت مدارس أهلية بمحافظة خميس مشيط عروضًا للشهراني وشقيقتَيْه للدراسة بها مجانًا.
وتفصيلاً، رحَّبت إحدى المدارس الأهلية بالطالب وشقيقتَيْه للدراسة بها عامين مجانًا، فيما رحبت مدرسة أخرى بانضمام الشهراني بها العام الجاري مجانًا، فضلا عن إعلان بعض الهدايا الأخرى من قِبل بعض متابعي القصة الذين تفاعلوا مع المشهد الذي ظهر به الطفل وهو يحمل حقيبتَيْ شقيقتَيْه إلى جانب حقيبته.
وكان والد الطفل مشعل بن بدر الشهراني (9 سنوات) قد أكد لـ"سبق" مساء البارحة أنه لم يكن يعلم أن تلك الصورة التي التقطها لابنه وهو يحمل حقيبتَيْ شقيقتَيْه وحقيبته ستنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي بشكل كبير ولافت للنظر بعد التقاطها بساعات.
وقال الأب: عوَّدتُ ابني على حمل حقيبته عنه في كل صباح؛ فما كان منه إلا أن بادر عند لقاء شقيقتَيْه "نوره وسارة"، اللتين التحقتا بالمدرسة هذا العام، بحمل حقيبتَيْهما. وبعد أن كنت أتجاذب أطراف الحديث مع والد إحدى الطالبات شاهدته وهو بهذا المنظر؛ فما كان مني إلا أن بادرت بالتقاط الصورة، وإرسالها لقروبات العائلة، إلا أنها سرعان ما انتشرت وسط إعجاب كل من شاهدها.
وأبدى كل من محافظ خميس مشيط ومدير تعليم عسير إعجابهما بصنيع الطفل الذي ينم عن التربية الحسنة، وتقمصه دور المسؤول رغم صغر سنه ونحول جسده.
وقال مدير تعليم عسير، الدكتور أحمد بن خضران العمري، لـ"سبق": موقف جميل ولقطة تجسد معاني كبيرة، الكل شريك في صنعها، البيت والمدرسة والمجتمع.. ولا غرابة؛ فهذا ديدن ونهج السعودي مع الجميع، فكيف مع من يربطه بهم قرابة. وقد جسَّد هذا الطفل هذا النهج.
وأضاف العمري: سأزور الطالب صباح اليوم الأربعاء في مدرسته برفقة محافظ خميس مشيط في إجراء أقل ما يكون لهذا الطفل، بما يضمن تنمية الخصال الحميدة في نفوس أبنائنا، وسيتم تكريمه على ما بدر منه.
وما بين معجب بالموقف ومنكر له انقسم المتابعون الذين رأى بعضهم أن فيه إضرارًا بالطفل وتعريضًا له للإصابة، أو ما يتبع ذلك من أضرار صحية لا قدر الله، إلا أن الموقف الإيجابي طغى على السلبي، وتغنى به الأغلبية شعرًا ونثرًا.
يُذكر إلى أن الطالب مشعل يدرس في الصف الرابع الابتدائي بمدرسة ابن النفيس في محافظة خميس مشيط، وشقيقتاه "نورة وسارة" تدرسان في الصف الأول الابتدائي بالمدرسة الـ52 للبنات بالمحافظة ذاتها.