قال الخبير وأستاذ الإعلام الرقمي الدكتور فهيد بن سالم العجمي: لكل أمة تاريخ وثقافة تقوم عليه ويرتبط بها، فالأحداث المهمة هي التي تصنع الأمم، وتجعلها أمة ذات جذور راسخة في تاريخها الذي سُطِرَ بواسطة أبنائها، ويحكي التاريخ دائمًا بطولات الأمم وتلاحم شعوبها وما سطرته دماؤهم الطاهرة على أراضيها؛ فالمملكة لها تاريخ مليء بالكثير من العبر والدروس، وهو ممتد منذ قرون وأزمنة ضاربة في القدم تحكي عظمة هذه الدولة وكبريائها وشموخها، بأبنائها وقادتها، الذين سطروا لنا أجمل وأعظم تاريخ؛ فالمملكة دولة تقوم على أرضية صلبة من تاريخ أصيل قوي يتمثل في كفاح أبنائها.
ويُعتبر يوم التأسيس تعريفًا لامتداد الدولة السعودية من ثلاثة قرون، وإبرازًا للعمق التاريخي والحضاري لها، واحتفاءً بالإرث الثقافي المتنوع، ووفاءً لمن أسهم في خدمة الوطن.
إن يوم التأسيس السعودي يحتفل فيه أبناء المملكة العربية السعودية، وذلك في الثاني والعشرين من شهر فبراير من كل عام، وقد تم اعتماد هذا اليوم وإقراره إجازة رسمية في البلاد، بقرار ملكي من الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- والذي صدر بتاريخ 27/ 1/ 2022م.
ويوم التأسيس هو اليوم الذي يرمز إلى العمق التاريخي والحضاري والثقافي للمملكة العربية السعودية، وذلك عندما قام الإمام محمد بن سعود رحمه الله، بالإعلان عن قيام الدولة السعودية الأولى عام 1139 هـ والموافق 1727م.
إن يوم التأسيس السعودي يُعتبر من أعز الأيام التي تحمل أغلى الذكريات، ولذلك تحمل قلوب المواطنين الكثير من المحبة والافتخار والاعتزاز بهذا اليوم الكبير، وما يحمله من معانٍ كبيرة، وقيم لها وقع خاص عند الجميع.
وقد اهتمّ قادة المملكة بيوم التأسيس، مما جعل الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- يمنح فيه المواطنين إجازة؛ احتفالًا وفخرًا بمن سطروا لنا هذا التاريخ الأصيل، وقد أكد -حفظه الله- أن الاحتفاء بذكرى تأسيس السعودية الموافق 22 فبراير من كل عام، هو احتفاء بتاريخ دولة، وتلاحم شعب، والصمود أمام كل التحديات، والتطلع للمستقبل، وأضاف حفظه الله: "نعتزّ بذكرى تأسيس هذه الدولة المباركة في العام 1139 هـ (1727م)، ومنذ ذلك التاريخ وحتى اليوم ركائز السلم والاستقرار وتحقيق العدل فاكتسب يوم التأسيس أهمية كبيرة عند القيادة والمواطنين، وأصبح يرتبط به الجميع، ويحثهم على بذل الجهد والسير على نهج من سبقهم لبناء دولتهم فالتاريخ يقوي العزيمة ويعطي الدوافع لفعل الكثير من أجل مملكتنا الحبيبة".
كما أنه يرفع من شأن الدولة نفسها ويقويها، وطالما أنها اعتنت بذلك اليوم عبر إجازة رسمية يُعرّف الجميع، وبالذات الشباب بأن من سبقوهم فعلوا المستحيل، من أجل قيام وتأسيس المملكة، وأن قيادتهم تدرك ذلك جيدًا، وتعمل من أجل إيصاله لهم بكل الطرق حتى تحقق الغاية المنشودة في ربط الأجيال مع بعضها، ومن ثم العمل من أجل بناء المملكة.