قال أستاذ العقيدة والأديان بجامعة أم القرى الدكتور محمد السفياني: يجتهد أكثر المسلمين في أول شهر مضان في العبادات وبالأخص قراءة القرآن الكريم حتى إذا جاء نصف الشهر فترت الهمم وضعفت النفوس وانشغل الناس بالاستعداد للعيد وبالغوا في البذخ والترف فتوقف كثيرون عن إتمام ختمات القرآن، بل ربما كان للواحد ختمة واحدة لكنه يفتر عن إتمامها.
وأضاف الدكتور السيفاني أن المسلم عليه بما يحفز على مواصلة القراءة والتدبر وهما أمران، الاستماع إلى قصص العباد من السلف وسماع المواعظ لا سيما مواعظ القرآن الكريم.
وبين السفياني أن الاستماع إلى قصص العباد من السلف الصالح وتتبع ذلك فإن النفس إذا سمعت أخبار أصحاب الهمم العالية ثارت ونفضت عنها غبار الكسل، ولهذا قال أبو حنيفة إن قصص الصالحين أحب إلينا من كثير من الفقه وسماع المواعظ لا سيما مواعظ القرآن الكريم وأهمها وعظ النفوس بصفات الله سبحانه.
وأبان بأنه لا يكفي في الموعظة الكلام المجمل بل لا بد للواعظ عند ذكر الجنة مثلاً من تفصيل الكلام في نعيمها حتى يدخل المستمعون في شعور جامح فيعيشون في جنباتها ويتنزهون في بساتينها ويستريحون في قصورها ويتلذذون بكل ذلك فتتحول الموعظة من أسلوب تقليدي إلى دفق نابض في النفوس.
وختم بأنه على الوعاظ أن يبتعدوا عن الأحاديث الضعيفة والموضوعة والقصص المختلقة المصنوعة التي حولت الوعظ إلى فكر عجائبي يضر أكثر مما ينفع و يصد أكثر مما يشوق ويشجع فإذا تم العمل بهذين المسلكين تحقق بعض ما يحفز للعبادة المستمرة عموماً وللقراءة القرآن وتدبره خصوصاً.