
يحتفظ مسلمو "مورو" بالفلبين بطقوسهم الدينية الرمضانية بشهر الخير رغم أنهم أقليات لايتجاوزون ١٤٪ من إجمالي السكان المحليين يعيشون بجزر جنوب الفلبين أطلق عليهم المستعمرون الإسبان اسم "بانجسامورو" ويشكلون المجموعة الدينية الثانية بعد المسيحية، والبقية منتشرون في ربوع الفلبين ومنذ دخول الإسلام للفلبين عبر التجار العرب في القرن الثالث عشر لايزال مسلمو مورو يتوارثون هذه العادات .
في ثنايا هذا التقرير تبرز "سبق" العديد من صور العادات والتقاليد الرمضانية العريقة لدى مسلمو "مورو"، حيث مهد السفير السعودي الدكتور عبدالله البصيري لذلك، مؤكداً أهمية نقل صور التواصل الإسلامي والتعريف بمجتمع الفلبين المسالم الودود الذي يحب المسلمين ويبادلهم مشاعر الود خاصة السعودية .
الصدقات والمنح تتضاعف
التقت "سبق" أحد دعاة الفلبين الذي يتحدث العربية بطلاقة وهو الشيخ عبدالله الأنصاري والذي قال: "المسلمون يفرحون برمضان ويحرصون على تمضيته بالعمل والدعاء والصلاة ويقضونه كذلك بالتكافل الاجتماعي وإحياء الصدقة والعطايا لأنهم يدركون أنه شهر المنح ومضاعفة الحسنات ويكثر فيه المقبلون على الله بالأعمال الخيرية، فكان المسلمون قديمًا يصنعون طعامهم عن طريق إشعال النيران بالحطب لقلة الحيلة وضعف ذات اليد، ومع تطور الحياة أخذوا بتجميع المال والغذاء لتقديمه لإخوانهم المسلمين وحتى الموسعين بالرزق يجعلون من رمضان فرصةً لمساعدة المسلمين، فلا تكاد تمر مسجداً بالفلبين حتى تجد هناك من يتبرع بتقديم الإفطار للمسلمين".
الأرز بالسمك
وعن الوجبات الرمضانية الحاضرة على موائد الإفطار أوضح: "تجد الأرز مع السمك، وهو وجبة مفضلة لدى غالب المسلمين هناك، وكذلك بيننا من ينصع الحلوى المسماة "لوغاو"، فهي تصنع من الأرز وفواكه أخرى، وهناك أيضًا مع يقدم الفواكه للصائمين أولًا لفائدتها وكذلك لأن الفلبين معروفةٍ بإنتاجها أصنافًا كثيرة منها، فلا تجد مسجدًا إلا وتحول لمشهد من العمل التراحمي والتكافل المجتمعي لتفطير الصائمين وهي وجبات خفيفة وصحية لا تثقل المعدة".
ترغيب لغير المسلمين
وأكمل: "حتى المسلمين لا يقتصرون على تفطير بعضهم بل حتى العابر بالطريق يقدمون له بعضًا من أطعمتهم وهي العادة التي اعتادها المجتمع المسلم هناك وهي وسيلة ترغيب ودعوة للإسلام والتعريف بركن الصيام، وأما المساجد فهي تمتلئ بالمصلين رجالًا ونساءً يتعبدون ويطلبون ربهم بصلاة التراويح، وفي السنين الأخيرة مع كثرة حفظة كتاب الله من القُراء بدأوا يرتلون عليهم القرآن بأصواتهم الحسنة وغالبًا يقرأون جزءاً أو ما يزيد عنه حتى يختمونه مع نهاية الشهر، وذلك لحبهم وتعلقهم بربهم وكتابه المبين".
نشاط مكثف
ثم تحدث عن الحركة الدعوية برمضان بالقول: "لدى مسلمي الفلبين طقوس وتعاليم من صميم دينهم يعملون بها في الأيام العادية لكنهم برمضان يضاعفونها كعيادة المريض وتقديم التعازي في حال الوفاة للأقارب والجيران أيضًا يتكفلون بدفع فواتير المستشفى للمحتاجين وهي عادات درج عليها المسلمون هناك، كذلك تكثر الخطب والدروس الدينية والتربوية في الإذاعات التي تبث بمناطق المسلمين، فالمناشط الدعوية والحراك الثقافي الديني ينشط بشكل مكثف في هذه الليالي".
"وقفة السعودية"
وعن الجهود السعودية هناك أوضح: "الحكومة السعودية تقف منذ زمن بعيد بجانب الشعب المسلم هناك، ليس فى المحافل الدولية فحسب بل حتى فى أدائهم لطقوسهم الدينية فربوا أبناء المسلمين فى جامعاتها العريقة ووقفوا بجانبهم عند مجئ شهر رمضان، فالتمور السعودية والإفطارات الرمضانية تقدم فى مختلف الأماكن في البلاد إلى المسلمين الصائمين وجزى الله خيرًا المملكة العربية السعودية حكومةً وشعبًا على ما يقدمونه للمسلمين فى الفلبين".