يعيش العالم في الآونة الأخيرة على صفيح ساخن؛ فالمظاهرات والاحتجاجات تعمُّه من شرقه إلى غربه، وتتنوع أسبابها ودوافعها، من الاعتراض على سياسات حكومية أو رئاسية إلى التنديد بقوانين مجحفة، وكذلك التعبير عن الغضب من غلاء المعيشة، وشظف العيش، أو إصلاحات غير منصفة.. ولكن المحصلة النهائية واحدة: فوضى، وانهيار، وعدم استقرار!
وتستعرض "سبق" في السطور الآتية قصص تلك الاحتجاجات والمظاهرات التي تشهدها مناطق متفرقة من عالمنا، وأسبابها، ودوافعها.
فرنسا
تشهد بلاد الموضة احتجاجات واسعة منذ أسابيع، وإضرابات عن العمل؛ أدت إلى اعتقال نحو 457 شخصًا، وإصابة 441 شرطيًّا؛ وذلك احتجاجًا على قانون إصلاح نظام التقاعد الذي تدفع الحكومة الفرنسية إلى إرسائه وتحويله إلى أمر واقع، وهو ما يرفضه قطاعات واسعة من الشعب الفرنسي.
وينص القانون الجديد المثير للجدل إلى رفع سن التقاعد لمدة عامين؛ ليصل إلى 64 عامًا، وهو ما يراه قطاع واسع من الموظفين والعمال غير منصف لأشخاص بدأوا العمل في سن صغيرة.
وأدت الاحتجاجات العنيفة في مدن فرنسية عدة إلى إعلان الحكومة البريطانية تأجيل زيارة الملك تشارلز الثالث إلى باريس؛ وذلك بناء على طلب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون؛ بسبب دعوات إلى التظاهر في يوم وصوله الموافق 28 مارس؛ ما دعا لندن وباريس إلى اتخاذ قرار بالتأجيل.
ألمانيا
ليس الوضع بأفضل حالاً في ألمانيا؛ إذ أصاب الشلل شبكة المواصلات في البلاد إثر إضراب عن العمل، أقرته أكبر نقابتَي عمال، هما نقابة (إي في جي)، و(فيردي).
وأعلن الموظفون، وعمال المطارات، والموانئ، وشبكة الأنفاق، والسكك الحديدية.. الإضراب عن العمل بداية من منتصف ليلة الاثنين، وتنظيم مظاهرات ضخمة في مختلف الأنحاء؛ ما أصاب البلاد بشلل تام، وتعطلت بعض رحلات الطيران، مع توقُّع أن يتأثر نحو 380 ألف مسافر في رحلات الطيران بالإضرابات.
وطالبت النقابات العمالية برفع الأجور؛ لمساعدة أعضائها على تحمُّل نفقات المعيشة المتزايدة، كما نددت بساعات العمل الطويلة.
إسرائيل
أما في إسرائيل فقد أدى قرار إقالة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وزير الدفاع يوآف جالانت من منصبه إلى نشوب احتجاجات عنيفة؛ وذلك إثر تصريحاته التي كلفته منصبه بدعوته "نتنياهو" إلى تجميد خطط "الإصلاحات القضائية" التي يتحمس لها.
وعلى مدار أسابيع متتالية نُظمت الاحتجاجات في تل أبيب من قِبل معارضي الإصلاحات القضائية التي أيدتها الحكومة الجديدة، ومن شأنها أن تمنح السياسيين سلطة أكبر على المحاكم.
وتواجه تلك الإصلاحات انقسامًا كبيرًا، وغضبًا عارمًا؛ فخرج عشرات الآلاف للتعبير عن سخطهم وحنقهم على ما وصفوه بـ"الانقلاب القضائي".
كينيا
وفي شرق القارة السمراء، وتحديدًا في كينيا، تتصاعد وتيرة الاحتجاجات التي دعا إليها زعيم المعارضة والمرشح الرئاسي الخاسر رايلا أودينجا، كل يومَي اثنين وخميس، ضد حكومة الرئيس وليام روتو، الذي يزعم أنه "سرق انتخابات العام الماضي، وفشل في معالجة ارتفاع تكاليف المعيشة".
واشتبكت الشرطة مع المحتجين، واستخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريق الحشود؛ وأُصيب نحو 31 شرطيًّا، فيما اعتُقل أكثر من 200 شخص، من بينهم عدد من كبار السياسيين المعارضين.
باكستان
تتواصل الاشتباكات في باكستان بين أنصار رئيس الوزراء السابق عمران خان وقوات الشرطة؛ وذلك اعتراضًا على محاولات اعتقاله من قِبل الشرطة طوال الأسبوع الماضي.
ويواجه "خان" أكثر من 100 دعوى قضائية، بينها تهم بالإرهاب، والتحريض على العنف، والكسب غير المشروع.. وهي التهم التي ينفيها رئيس الوزراء السابق معتبرًا أنه ضحية للحكومة الحالية بقيادة شهباز شريف.
الهند
وفي الجارة الهند تستمر الاحتجاجات على تجريد زعيم المعارضة راهول غاندي من مقعده؛ وذلك على خلفية وصفه رئيس الوزراء الهندي ناريندا مودي بـ"اللص".
وعزا المعارض البارز محاكمته وتجريده من مقعده إلى دعواته للتحقيق في شبهات فساد تتعلق برئيس الحكومة، وإجراء تحقيق في العلاقة بين "مودي" ورجل الأعمال جوتام أداني المتهم بالاحتيال.
تايوان
وفي تايوان الواقعة في شرق آسيا نظَّم عدد من الأشخاص احتجاجًا على زيارة الرئيس التايواني السابق ما يينج جيو، برفقة وفد من الأكاديميين والطلاب الجامعيين، الصين في زيارة تستغرق 12 يومًا.
وبرر الرئيس السابق سبب زيارته بـ"محاولة تخفيف التوترات في العلاقات بين الجانبين" إلا أن تلك المبررات لاقت رفضًا من قِبل عدد من المعارضين والنشطاء السياسيين.
وتشهد العلاقات بين البلدين في الآونة الأخيرة توترًا واسعًا وسط مخاوف متزايدة من غزو صيني محتمل للجزيرة الواقعة في المحيط الهادئ.