في تجاوب سريع مع ما نشرته "سبق" اليوم بعنوان "تخوُّف في جازان من التسمم الدموي القاتل بعد ظهور أعراض ونفوق عدد من المواشي"، باشر فرع الزارعة القرية التي ظهر فيها المرض، وتم أخذ العينات، والوقوف على الحالات من قِبل المختصين.
وكان مُربُّو ماشية بإحدى قرى منطقة "جازان" الواقعة في "أبوعريش" قد أبدوا تخوُّفهم من مرض قاتل، أصاب مواشيهم، وتسبب في نفوق بعضها، موضحين أن من أعراضه خروج دم من الأنف والجسم قبل الموت، ومفيدين بأن الأطباء البيطريين أخبروهم بأن ما يحدث هو أعراض "تسمم دموي"، وهو من الأمراض المعدية التي تتسبب فيها بكتيريا عضوية.
وقال أحد المواطنين لـ"سبق" إن ماشيته تعرضت للمرض، موضحًا أنه في بادئ الأمر توقع أن مكروهًا أصابها، كلدغة ثعبان أو أمر آخر، غير أنه اكتشف بعد نفوق ثلاث مواشٍ في أيام متتالية بالأعراض نفسها أنه مرض.. مشيرًا إلى أنه أبلغ فرع الزراعة بمحافظة أبو عريش.
وبيَّن أن إحدى الصيدليات باعت له دواء بـ45 ريالاً، وقال الطبيب إنه مكافح للعدوى، ويحمي من انتقال المرض. موضحًا أن الأعراض تتمحور حول ظهور انتفاخ وهزال في الضحية قبل خروج الدم من الجسم عن طريق الأنف والفم والإخراج، ثم الموت. مشيرًا إلى أن كل تلك الأعراض تكون خلال أقل من 48 ساعة.
يُشار إلى أن التسمم الدموي من الأمراض المعدية التي تصيب الماشية، ويتميز بحدوث الوفاة المفاجئة، ويتسبب فيها بكتيريا عضوية سالبة الجرام، تسمى الباستريلا (التسمم الدموي)، وتكون موجودة بصورة خاملة في الجزء العلوي من الجهاز التنفسي إلى أن تحدث الظروف المهيأة لظهورها، ومدة الحضانة تصل إلى 21 يومًا.
ويتسبب المرض في الموت في الحالات الحادة، وتصل نسبة النفوق إلى 20%، ويصيب الجهاز التنفسي في الأغنام والماعز.
ومن أبرز الأعراض: ارتفاع درجة الحرارة، وصعوبة في التنفس نتيجة للورم الأوديمي بالرقبة والزور، وكحة شديدة، والرئتان تكونان منتفختين وممتلئتين، وبهما بؤر أنزفة، ولكن ليستا محتقنتَين، مع رشح صديدي من الأنف، ونزول دم، ووجود ارتشاحات دموية بالقفص الصدري، إضافة إلى إفرازات دمعية وصديدية من العين، وأنسجة ميتة على الأغشية المبطنة للزور واللوزتين والمريء. وعدد كبير من الحالات المصابة يكون الكبد لديها غالبًا محتقنًا ومحتويًا على حبيبات في حجم العدس في أنسجة ميتة، وكذلك الطحال، مع وجود حويصلات منتشرة تحت الجلد بالرقبة والصدر، وتكون ممتلئة بالدم.
وكانت إدارة الإرشاد الزراعي التابعة لوزارة البيئة والمياه والزراعة قد كشفت عن مرض التسمم الدموي، وأكدت أنه يتم علاجه بالمضادات الحيوية في المراحل الأولى للمرض؛ إذ يقلل من النفوق، ناصحة بالتحصين الوقائي دوريًّا.