"يا حمام على الغابة ينوحي يزعج الصوت من عال البنية"، تساءل أحد كبار السن عن صدى الصوت الذي يردد هذه الأبيات وهو في ساحة المزادات بكرنفال تمور بريدة، فأخذ يتبعه حتى وصل ساحة "حائط النخيل" الفقرة التي تقيمها هيئة التراث ضمن فعاليات الكرنفال الذي ينظمه فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بالقصيم.
فن مسرحي يؤديه مجموعة كبار السن وهم يتغنون بهذا البيت أثناء البناء الطيني أمام الزوار وهي واحدة من مجموعة عبارات كان يرددها قديماً الحرفيون السعوديون كتسلية لهم وقت التشييد الطيني.
وضمّت الفعالية أيضاً مجموعة من الأعمال الحرفية القديمة التي جذبت الأسر، كالتطريز التراثي والملبوسات الشعبية والنحت على الخشب، والمشغولات من مخلفات النخيل والأثل والتي يُصنع منها القفّة والزبيل وغيرها.
وتستقبل الفعالية زوارها من خلال مجلس على الطراز النجدي القديم تُقدَّم فيه القهوة السعودية بعد حمسها بالأدوات القديمة أمام الزوار.
وتشهد فعالية حائط النخيل عرضاً مسرحياً يومياً يجسد السوق النجدي وحوارات البائعين والمشترين بالمصطلحات الشعبية البسيطة، بالإضافة إلى جناح خاص يستعرض تراث النخلة، وآخر للشعر العربي، وآخر مخصص للأطفال للتسلية والمرح مع تدريبهم على طرق البيع والشراء في مجال التمور، وتسميعهم قصصًا تاريخية من التراث النجدي.
جميع هذه الفعاليات بتنوعها لكافة أفراد الأسرة كانت مصدر جذب في الصباح والمساء، وأبرزت حياة الآباء والأجداد في مرحلة تأسيس المملكة وقبل ثورة النفط.
يذكر أن "كرنفال القصيم" سجّل اليوم الجمعة 1654سيارة محملة بأجود التمور في المزاد اليومي، منها 1423 سيارة "بيك أب" و152 "دينا"، و79 سيارة خصوصي.
بينما بلغ إجمالي العبوات 268,296، وبنا يصل لنحو 804 أطنان من التمور.