تسهم رياضة "اليوغا" في تهذيب النفس، والروح، وضبط الانفعالات، والوصول بالإنسان إلى السلام النفسي المنشود، فهي مجموعة رياضات، وممارسات جسدية وروحية قديمة آتية من الهند، وتزداد انتشاراً في مختلف أنحاء العالم.
ولأهميتها كرياضة روحية، وقدرتها على ضبط النفس، وإحلال السلام بين الشعوب، اهتمت الرئاسة الهندية لمجموعة العشرين بها، من خلال البرنامج العالمي لمؤسسة الوعي العالمي الموحد الدولية، بالتعاون مع المجلس الهندي للعلاقات الثقافية (ICCR) التابع لوزارة الخارجية الهندية، وذلك تحت الرئاسة الهندية لمجموعة العشرين لعام 2023.
ولم يفت المملكة المشاركة عبر ممثلتها نوف المروعي، رئيس اللجنة السعودية لليوغا في وزارة الرياضة، في اجتماعات البرنامج العالمي، الذي حمل عنوان "أرض واحدة، عائلة واحدة ومستقبل واحد من خلال اليوغا"، وذلك عبر مجموعة عمل المجتمع المدني (C20).
وكشفت "المروعي"؛ لـ"سبق"، عن تلك المشاركة والهدف منها، والرسالة التي حملها، إذ تقول: "جاء الهدف من المشاركة للترويح لليوغا كأسلوب حياة، ونمط حياة صحي، والترويج لليوغا من أجل التنمية والسلام في المجتمع وجعلها رسالة سلام بين شعوب العالم، والترويج لها كذلك للصحة والعافية من أجل الصحة العقلية، ورفاهية الشعوب النفسية والبدنية".
وأشارت رئيس اللجنة السعودية لليوغا إلى أن رسالة البرنامج العالمي والتي عنونت بـ"أرض واحدة عائلة واحدة مستقبل واحد من خلال اليوغا" تنبثق من الفلسفة الهندية القديمة، وهي خلفية اليوغا التي تؤمن بأن العالم أسرة واحدة، وتؤمن بالسلام والتعايش والتناغم من خلال مبادئ لا عدوان، لا سرقة، توفير الطعام، والحفاظ على كوكب الأرض، والعيش بسلام، والتسامح، والتعايش وجميع أهداف التنمية المستدامة الخاصة بالأمم المتحدة هي مذكورة في مبادئ الياما والنياما التي كتبت قبل 600 سنة قبل الميلاد، على حد تعبيرها.
وتعرّف "المروعي"؛ هنا اليوغا، بأنها رياضة متنوّعة، فيمكن أن تكون رياضة، أو رياضة تأهيلية، أو ممارسة ترفيهية، أو أسلوب حياة. إذ يمكن ممارستها بأي طريقة فهي رياضة العقل، والروح، والجسد، ومن خلالها يمكن تحقيق التعايش السلمي، وذلك من خلال ضبط انفعالات الجهاز العصبي، وتخفيف التوتر، والمساعدة على النوم العميق، والتفكير، والتركيز، والتروي، وعدم الانفعال، وضبط النفس
لكن كيف يمكن أن تنعكس على الشعوب، والتعامل بينهم، تقول ممثلة المملكة: "تنعكس اليوغا على سلوك الإنسان وأفكاره، وتجعله أقل عدوانية، وأكثر صبراً وتركيزاً، وتجعله اجتماعياً، ومحباً للسلام، فهي رياضة السلام، وتنعكس على تعامل الإنسان مع الآخرين، وهذه الرسالة التي نود إيصالها من خلال اللجنة السعودية لليوغا، فهي رياضة بسيطة وغير مكلفة ويمكن للجميع حول العالم ممارستها بسهولة ودون تكاليف".
وجاءت المشاركة السعودية؛ لتحقيق رسالة مجموعة العشرين للتنمية، والتعايش السلمي، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة للصحة، والرفاهية، وتحسين جودة الحياة من خلال الرياضة.
وتلفت "المروعي"؛ إلى أن اللجنة السعودية لليوغا قدّمت عدداً من المبادرات المنبثقة عن المشاركة في مجموعة عمل "العشرين"، ومنها الاحتفال باليوم العالمي لليوغا في مناطق عدة في المملكة، والذي شهد حضوراً كثيفاً قُدّر بنحو 10 آلاف شخص، بالمشاركة مع الجالية الهندية في السعودية.
كما عملت "اللجنة" على التواصل مع البلدان العربية؛ لحثها على الترويج لليوغا، وممارستها، وتنظيمها أسوة باللجنة السعودية لليوغا، كونها رياضة مزدهرة، وتحمل أهداف ومبادئ سامية.