أموالٌ طائلة ومدربون مجهولون.. "الدورات التدريبية تحت المجهر".. تفاصيل يكشفها مختص

"العامري": كل برنامج لا يقوم على تحليل الاحتياج هو هدرٌ للموارد "المال والوقت والجهد"
الخبير والمستشار التعليمي محمد العامري
الخبير والمستشار التعليمي محمد العامري

في ظل انتشار الدورات التدريبية الحضورية و"أون لاين" وارتفاع أسعارها إلى ما يزيد على 5 آلاف ريال ، تتبادر إلى الأذهان تساؤلاتٌ مشروعة عن الجهات والأفراد المسموح لهم بتنظيم الدورات وماهية التدريب الصحيح، خاصة أن دورات القدرات والتحصيلي لطلاب وطالبات المرحلة الثانوية تدخل في نطاق عملية التدريب.

تفصيلاً، أكّد الخبير والمستشار التعليمي الدكتور محمد العامري، أن التدريب مهمة سامية هدفها إكساب المعارف والمهارات والاتجاهات للمستفيدين، وهي عملية تسهم في رفع مستوى الإنتاجية بفعالية وكفاءة، مشيراً إلى أن التدريب الفعال يعتمد على عمليات تحديد وتحليل للاحتياجات التدريبية التي ينبغي أن يقوم بها أخصائي التدريب، ومن ثم يحدّد ما البرنامج المناسب لسد الاحتياجات التدريبية؟ ومَن هو المدرب والمتدرّب المناسب؟ وما ضوابط التدريب المناسبة؟

وبيّن "العامري"، وهو أول مدرب يحصل على رخصة مدرب معتمد في المملكة العربية السعودية من الإدارة العامة للتدريب الأهلي في المؤسسة العامة للتدريب التقني، أن أخصائي التدريب هو المسؤول عن جودة التدريب وتخطيط عمليته، وليس كما هو مشهور بين بعض الناس أن المدرب هو المسؤول عن ذلك.

وعن الدورات التدريبية التي لا تهدف إلا حصد الأموال دون النظر إلى الفائدة، قال "العامري" إن كل برنامج تدريبي لا يقوم على تحليل للاحتياج التدريبي ما هو إلا هدرٌ للموارد "المال والوقت والجهد"، وإنه ينبغي لرقي التدريب الاهتمام بإعداد أخصائي التدريب القادر على إدارة عمليات التدريب وتقويمه وفق منهجيات التقويم، ومنها نظام "كليك باتريك" لتقييم وتقويم أثر التدريب.

وتابع: "إن الطريقة الناجعة لضمان جودة التدريب تعتمد على تطبيق مواصفة آيزو ISO10015 التي تركز على تقديم الخدمات التدريبية وبناء الحقائب التدريبية وفق معايير تركز على تحديد وتحليل الاحتياج التدريبي بفاعلية وكفاءة".

وأردف: "المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، ممثلة في الإدارة العامة للتدريب الأهلي تقوم بدورٍ مشكورٍ لضبط سوق التدريب وتعمل جاهدة على رفع معايير ممارساته، تساندها في ذلك هيئة تقويم التعليم والتدريب والمركز الوطني للتعليم الإلكتروني وهم جميعاً معنيون بإدارة عمليات التدريب في المملكة ولهم خبرة طويلة في هذا المجال، ولهم جهودٌ كبيرة تُذكر فتشكر".

وللحد من ضعف جودة الدورات، اقترح "العامري" التركيز على استحداث وظيفة أخصائي تدريب في مراكز التدريب، وأن يكون متخصصاً ومدرباً ومؤهلاً لضبط جودة التدريب، وإلزام مركز التدريب اثناء الإعلان عن الدورات بكتابة أهداف البرنامج التدريبي ومحاوره ومخرجاته المتوقعة والفئة المستهدفة وعدد الأيام والساعات التدريبية المعتمدة.

وفي شأن الفئات المؤهلة لإقامة الدورات الخاصة، قال: "الإدارة العامة للتدريب الأهلي في المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني ممثلة في ادارة رخص المدربين وضعت معايير وشروطاً لمنح شهادة المدرب المعتمد، وهي المعنية بتقييم الأداء وتطويره، وأرى أن تلزم المنشآت التدريبية كافة بالتعامل مع المدربين المرخصين لضمان جودة العملية التدريبية، خاصة أن الرخصة صادرة من جهة حكومية متخصّصة وذات مهنية عالية".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org