شخّص المنتج والممثل حسن عسيري، أزمة الإنتاج والدراما في السعودية بغياب أكاديميات التمثيل؛ معتبرًا أنها "من أكبر التحديات التي تواجهها صناعة المحتوى في المملكة"؛ مشيرًا إلى أنه لا يوجد بالمملكة مدرسة واحدة أكاديمية بمناهج معتمدة.
وفي التفاصيل، أكد "عسيري" لـ"سبق"، أن المهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون في دورته الـ22 كان ناجحًا ومميزًا ويعكس السعودية الجديدة؛ معتبرًا أن إشادات الإعلاميين والفنانين العرب المشاركين في نجاحه مدعاة فخر واعتزاز لنا كسعوديين وقال: "استمد المهرجان أهميته ونجاحه من التنظيم المتقدم عالي الجودة والإمكانيات".
ولفت "عسيري"، في حديثه ضمن البرنامج العلمي لمعرض مستقبل الإعلام الذي اختتم أول أمس بالرياض بالتزامن مع المهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون في دورته الـ22 في ندوة بعنوان "قضايا الإنتاج المحلي وأبرز التحديات المستقبلية لتطويره"، إلى أن هناك شعفًا ورغبة للتمثيل والدراما وصناعة المحتوى ولكن ينقصها وجود حاضنات للمواهب في مختلف التخصصات.
وكشف عن توقعاته للمستقبل وقال: "واعد جدًّا ولكن بدعم حكومي غير مباشر، ويكون الدعم من خلال التطوير والتدريب على رأس العمل"؛ لافتًا إلى أن "التحدي الأكاديمي هو الأعظم والأخطر الذي يواجه صناعة المحتوى في المملكة".
وأبدى استغرابه من أن "المملكة العربية السعودية لا يوجد بها مدرسة واحدة أكاديمية بمناهج معتمدة، وهذه أزمة حقيقية"، وطرح تساؤلًا لتوضيح رأيه في هذا الشأن يقول: "كيف يمكن مثلًا أن تصنع تنمية في المملكة إذا قررت إغلاق المدارس؟ لن يكون لدينا أطباء ومهندسون أو طيارون وغيرهم".
ومضى "عسيري" يقول: "كل ما يُعمل ويقدم في المملكة في مجال الدراما والإنتاج جهود جبارة واستثنائية"؛ مستدركًا: "لكن عدم وجود معاهد وكليات وجامعات للتمثيل، أزمة حقيقية نعاني منها من عام 1988 ميلادي حتى اليوم".
واستطرد: "أنا أقول لماذا لا يتم استئجار مبنى في طريق الملك فهد وتُنشأ أكاديمية ويستقطبون فيها الخبرات والكفاءات"؛ مشيرًا إلى أن "الممثل والمصور وكل المهن، يفتقدون للاحترافية؛ وهذه أزمة حقيقية، هناك شغف ورغبة وتحدٍّ؛ إذن أول عنصر هو الجانب الأكاديمي، وثانيًا عدم وجود حاضنات مؤقتة للمواهب في مختلف التخصصات".
واختتم "عسيري" حديثه عن أزمة المحتوى والدراما والإنتاج في السعودية بلغة الأرقام والنسب، وأوضح: "عندما ينتج مسلسل في الكويت يكون الإنتاج المحلي بنسبة تفوق 80٪، وفي مصر 100٪ يكون الإنتاج داخليًّا، أما في السعودية فالمسلسل الواحد تضطر لأن يكون فيه ما لا يقل عن 85 شخصًا من خارج السعودية، وهذا له علاقة بالتعليم".
يشار إلى أن فعاليات المهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون في دورته الـ22 تحت شعار "الإعلام في عالم يتشكل"، الذي عُقد للمرة الأولى خارج بلد المقر "تونس"؛ قد اختتمت السبت، بعد أن استمرت أربعة أيام؛ حيث شهد جدول أعماله أكثر من 30 ورشة عمل وجلسة، نوقشت فيها جميع الموضوعات المتعلقة بالإنتاج التلفزيوني والإذاعي، والإعلام الرياضي والنجومية، إضافة لمشاركة المرأة ودورها في السينما، وقضاياها عبر التاريخ، وورش عمل تتمحور حول صناعة الأفلام والعمل الإعلامي المستقل، وغيرها من الموضوعات، كما عُقد بالتزامن مع المهرجان معرض مستقبل الإعلام، بحضور أكثر من 15 ألف مشارك، وألف إعلامي من مختلف دول العالم، و200 شركة إنتاج، يمثلون أهم المنظمات والهيئات الإعلامية الإقليمية والدولية.