نجح مجمع الدكتور سليمان الحبيب الطبي بالعليا، في علاج عدد من المرضى من داخل المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي، الذين يعانون من اعتلالات مختلفة بقناة استاكيوس بالأذن، وتشمل هذه الاعتلالات تضيق وتوسع القناة، بالإضافة إلى اضطراب العضلات المحيطة بالقناة.
وقال الدكتور صالح العمري استشاري الأنف والأذن والحنجرة ورئيس الطاقم الطبي المعالج، أن من بين الحالات سيدة كويتية الجنسية تبلغ من العمر "38" عاما وبدأت معاناتها بتوسع لقناة استاكيوس، وظهور الأعراض، التي أبرزها سماع طقطقة وصوت التنفس بأذنها، بالإضافة إلى الصداع، مما أعاق نشاطها اليومي وغير من نمط حياتها، وبعد إجراء الفحوصات المطلوبة، المتمثلة في تخطيط أداء قناة استاكيوس، والمنظار والأشعة المقطعية، أوضحت النتائج وجود توسع بقناة استاكيوس وانحراف بالحاجز الأنفي وتضخم بقرنيات الأنف، فأجريت لها عملية تم فيها تعديل الحاجز الأنفي وتصغير قرنيات الأنف، ومن ثم وضع دعامات بقناتي استاكيوس بمقاسات مختلفة للتقليل من توسع القناة وإعادتها للوضع الطبيعي، وقد اختفت الأعراض مباشرة بعد التدخل الجراحي.
كما قام الطاقم الطبي بعلاج شابة سعودية عمرها "26"عاماً، وتم تحويلها من قسم المخ والأعصاب، بعد ما عانت من صدور أصوات مزعجة أثناء الكلام والتنفس، والتي يمكن سماعها من المريضة والأشخاص المحيطين بها، وقد أثر هذا بشكل كبير على حالتها النفسية، وأجريت لها عدة فحوصات دقيقة، شملت الرنين المغناطيسي للمخ وتخطيط كهربية الدماغ، تحت إشراف استشاري المخ والأعصاب الدكتور محمد سعد الراجح، واتضح أنها تعاني من انقباضات شديدة في العضلات المحيطة بالقناة، مما أثر بشكل كبير على حالتها النفسية، وقد تم علاجها عن طريق حقن مادة البوتوكس في العضلات المتأثرة على مراحل، فبدأت الأصوات في الاختفاء تدريجيًا، وتعتبر هذه من الحالات النادرة التي تسبب أعراضاً غريبة، تؤثر على المرضى وتسبب فقدان القدرة على التركيز.
وأضاف الدكتور العمري أن المستشفى قام أيضاً بعلاج حالات أخرى عانت من تضيق القناة، وذلك باستخدام بالون لتوسيعها، مشيراً إلى أن التضيق يسبب إحساساً بامتلاء الأذن، وضعف السمع، والمعاناة أثناء السفر بالطائرة، ونقص التهوية في الأذن الوسطى، والذي بدوره يسبب ارتجاع طبلة الأذن وتسوس عظمتها في الحالات المتقدمة.