قصة 67 عاماً من السكك الحديدية بالمملكة.. من اللبنة إلى "سار".. هذا ما حدث

قرّبت البعيد وربطت المدن.. خطوط من الرياض للشرقية ومشاريع قطارات عملاقة
قصة 67 عاماً من السكك الحديدية بالمملكة.. من اللبنة إلى "سار".. هذا ما حدث
تم النشر في

أولت المملكة العربية السعودية -منذ تأسيسها- اهتماماً كبيراً بقطاع سكك الحديد؛ بكونها إحدى ركائز النقل بالمملكة، ومساهمتها في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، ودورها المحوري في نقل البضائع والركاب بين مدن المملكة.

وبدأ النقل بواسطة القطارات للركاب والبضائع عن طريق خط "الرياض- الدمام" منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود، حين وضع لبنة التدشين الأولى عام 1367هـ/ 1947م، وافتتح الخط الحديدي الأول في 20 من أكتوبر 1951م/ 1371هـ، بطول 569 كيلومتراً؛ وذلك بالتزامن مع إنشاء الميناء التجاري بالمنطقة الشرقية، فيما تكمل المؤسسة العامة للخطوط الحديدية شهر أكتوبر المقبل عامها الـ67.

ويؤكد اهتمام الدولة وتوجهها لتطوير هذا القطاع؛ ما توالى من مراحل للتطوير لهذا الخط الحيوي؛ حيث تم إنشاء خطوط عدة للربط بين الرياض ومدن عدة بالمنطقة الشرقية، كما حدّث الخط الرئيسي الرابط بين الرياض والدمام.

وفي عام 1401هـ الموافق لعام 1981م، افتتحت محطات ركاب الخطوط الحديدية الرئيسية في الرياض والدمام والهفوف، وفي عام 1405هـ الموافق لعام 1985م إنشاء خط حديدي آخر بين الرياض والدمام بطول 449 كيلومتراً، اختصر زمن الرحلة إلى 300 دقيقة بدلاً من 420 دقيقة، وتبلغ سرعة قطارات "المؤسسة" الحديثة 160كم/الساعة.

وتنقل قطارات "المؤسسة" أعداداً غير قليلة من المسافرين في دلالة على ثقة المواطنين والمقيمين في وسيلة التنقل وتوافر جوانب الأمان والسلامة فيها مقارنة بوسائل النقل الأخرى؛ حيث نقلت قطارات الركاب 1.48 مليون ونصف المليون راكب تقريباً خلال العام الماضي 2017م بين محطاتها الأربع في (الدمام، بقيق، الهفوف، والرياض).

واستمراراً لاهتمام الدولة بهذا القطاع، تم تنفيذ العديد من مشاريع الخطوط الحديدية الحيوية، ومنها قطار الشمال، وقطار الحرمين السريع، وقطار المشاعر، إضافة إلى تخطيطها للتوسع في الشبكة الحديدية والنقل بالقطارات؛ لتشمل مدناً عدة حسب رؤية المملكة 2030م، وفي العام 1427هـ/ 2006م، أنشأت الدولة، الشركة السعودية للخطوط الحديدية "سار"، لتنفيذ وتشغيل الشبكة الحديدية ومشروع قطار الشمال الذي يشمل خطيْ التعدين والركاب.

ودشنت "سار"، وهي شركة حكومية تعود ملكيتها بالكامل لصندوق الاستثمارات العامة، خدمة نقل الركاب بالقطارات بين محطاتها في كل من الرياض والمجمعة والقصيم، في 29 جمادى الأولى 1438هـ، الموافق 26 فبراير 2017م، ثم أتبعتها بتشغيل محطة الركاب في حائل في 26 نوفمبر 2017م.

وتستعد حالياً لتشغيل محطة الجوف خلال الأسابيع القليلة المقبلة، كما تخطط لتسيير رحلات القطار إلى محطة القريات خلال 2019م، وستسهم خدمة نقل الركاب بالقطارات في طرح خيار جديد لأبناء المناطق الشمالية، يتميز بالسرعة والراحة والأمان يربطهم بمدن عدة بالمملكة.

ولدى "سار" في قطار الشمال، نوعان من قطارات نقل الركاب "نهارية وليلية"، فيما تتوزع على خط الركاب ست محطات في كل من: (الرياض، المجمعة، القصيم، حائل، الجوف، والقريات).

وتعتمد رحلات القطارات النهارية على قاطرتين وتسع عربات؛ أربع للدرجة الاقتصادية، وثلاث عربات لدرجة رجال الأعمال، وعربة الوجبات الخفيفة، وعربة لنقل الأمتعة بسعة 444 راكباً، وتبلغ سرعة القطار 200كم/الساعة.

وتعتمد رحلات القطارات الليلية التي خُصصت للمسافات الطويلة، من قاطرتين، و13 عربة؛ ثلاث للدرجة الاقتصادية، وعربة واحدة لدرجة رجال الأعمال، وثلاث لمقصورات النوم، وأربع عربات لشحن السيارات، وواحدة للوجبات الخفيفة، ولنقل الأمتعة، ويتسع القطار لـ377 راكباً.

ومع تدشين محطة "سار" للركاب في الجوف خلال الأيام القليلة المقبلة؛ أعلنت الشركة السعودية للخطوط الحديدية "سار" مؤخراً؛ أنه أصبح بإمكان المواطنين والمقيمين سواء في منطقة الجوف والمناطق المحيطة، السفرُ من الشمال حتى المنطقة الشرقية بواسطة محطات "سار" ومحطات المؤسسة العامة للخطوط الحديدية، بمسافة تصل إلى أكثر من 1400كم.

وبدأت شركة "سار" تشغيل خط الركاب في فبراير 2017، وتنهي تشغيل كامل مشروع خط الركاب من خلال افتتاح محطة القريات خلال 2019.

ومن منطلق اهتمامها بضيوف الرحمن؛ أنشأت الحكومة، قطار الحرمين السريع ليربط بين مكة المكرمة والمدينة المنورة لخدمة زوار وضيوف الحرمين الشريفين، والذي يتهيأ للتشغيل الفعلي حالياً، ويتضمن خمس محطات للركاب في كل من مكة المكرمة وجدة، ومطار الملك عبدالعزيز، ومدينة الملك عبدالله الاقتصادية في رابغ، والمدينة المنورة، ويختصر ذلك وقت السفر إلى ساعتين و15 دقيقة تقريباً مقارنة بأكثر من أربع ساعات بالسيارة.

ويتكون القطار من 13 عربة (أربع للأعمال، وثماني للاقتصادي، وعربة طعام)، بسرعة 300كم/ساعة، و35 قطاراً سعة القطار الواحد 417 مقعداً، بطول 450كم كهربائية مزدوجة؛ فيما تبلغ مدة الرحلة بين مكة والمدينة ساعتين و15 دقيقة.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org