"المغذوي" يدعو إلى حملة توعوية للتصدي للتعصب الرياضي

أكد في حديثه لـ"سبق" أنه داء تصدّر المجالس وسيّطر على أحاديثها
أستاذ الدراسات العليا بقسم التربية بالجامعة الإسلامية  عادل بن عايض المغذوي
أستاذ الدراسات العليا بقسم التربية بالجامعة الإسلامية عادل بن عايض المغذوي

قال أستاذ الدراسات العليا بقسم التربية بالجامعة الإسلامية البروفيسور عادل بن عايض المغذوي: إن ظاهرة التعصب الرياضي داءٌ تصدّر المجالس وسيّطر على أحاديثها، مؤكدًا أنها بحاجة لحملة توعوية تقودها الجهات المسؤولة لمعرفة أسبابها ومعالجتها والحد منها.

وأضاف في حديثه لـ"سبق": "الرياضة في عمومها أمر محبب للصغير والكبير، وكل فرد من أفراد المجتمع يستمتع عند ممارسة هذه الرياضة أو مشاهدتها، وقد أولت الدولة ـ رعاها الله ـ اهتمامًا كبيرًا بكل ما فيه راحة ورفاهية المواطن، وحينما يتابع الواحد منا بشغف الرياضة بكل مجالاتها وأنواعها فهذا أمر لا غرابة فيه، وهذه المتابعة يجب ألا تتجاوز حدود المتعة والإعجاب إلى التعصب الذي لا خير فيه ولا يجر إلا لعواقب وخيمة".

وتابع "المغذوي"، قائلاً: "إن التعصب الرياضي مصطلح درج بين مشجعي كرة القدم – تحديدًا - منذ زمن طويل، مع اختلاف مظاهره وأشكاله حتى في مجتمعنا السعودي؛ حيث وُجِدَت هذه اللعبة، إلا أنه ومع تزايد وتيرة هذا التعصب واحتدامه خلال الفترة الأخيرة، وإفرازه لسلوكيات تتنافى مع الوطنية والأخلاق، وتناميه إلى مستويات باتت تشكل خطرًا على النسيج المجتمعي واقتصاده وأمنه، وجعل من المحتم الوقوف على أسباب هذه الظاهرة والحد من تفشيها".

وواصل حديثه: "وصل التعصب الرياضي بالمجتمع إلى بريستيج متكلف أو تفكير متخلف؛ في الوقت الذي يُنادى فيه إلى تسخير المسابقات الرياضية وخاصة كرة القدم، التي تحظى بأكبر شريحة متابعين في أوساط الشباب، لكي تكون وسيلة لتعزيز الأخلاق والقيم وتفريغ طاقات الشباب وتقوية أذهانهم وأجسادهم".

وقال أستاذ التربية: "لذا فلم تعد مظاهر هذه العصبية الكروية تقتصر على الملاعب، أو تجمعات الشباب، بل دخلت إلى البيوت لتفسد فيما بين أفراد الأسرة؛ بل وتقسم الفئة الكبرى من المجتمع إلى قسمين متعاديين، من أجل لون ذلك القميص أو ذاك على حساب الآخر، وأسوأ ما في التعصب إذا وصل إلى حد ذم الطرف الآخر والتهجم عليه بسيء الألفاظ".

وأردف: "قد عزا كثيرون سبب إذكاء نار العصبية إلى بعض وسائل الإعلام، التي تسعى إلى اجتذاب جمهورها عبر ما تدعيه من حرية للتعبير، حتى صار التقاذف بالعبارات النابية والعنصرية، والكلمات المسيئة في حق المنافسين، سمة من سمات بعض هذه البرامج وتلك الصحف، لذا يجب على ذوي الاختصاص والمسؤولين العمل على نطاق واسع؛ للحد من هذه المظاهر التي لا تليق بالعاقل المتعلم".

وقال"المغذوي": "أدعو الجهات المسؤولة لأخذ الاحتياطات الكفيلة بمعالجة ظاهرة التعصب الرياضي، ومعالجة أسبابها بعد أن استشرت وطغت على الأهداف السامية للرياضة.. ونقول هذا بعد أن شهد الشارع الرياضي ككل خلال الفترة الأخيرة، سلوكيات تعكس استشراء هذا التعصب البغيض بشكل غير مسبوق".

وأضاف: "يجب أن تُكثّف حملات توعوية يقود زمامها الاتحاد السعودي للرياضة في بلادنا الغالية؛ حتى تقف مثل هذه المظاهر ويقف المتعصب الرياضي ليحكم عقله. فلم يكن للرياضة يوم أن تكون سببًا للبغضاء والضغينة بين أفراد المجتمع".

وختم أستاذ التربية، حديثه قائلاً: "بقي أن "التعصب الرياضي" مشكلة أرّقت الكثيرين، داخل الأوساط الرياضية وخارجها، ومجتمعنا بأسره، ونذكّرُ صدقًا أن جهود دولتنا وإصلاحاتها المُبينة وخطط "التحول الوطني" وتناغمها، وصولاً إلى "رؤية 2030م" لا تحتمل أجيالاً متعصبة أنانيّة، ينميّها ويغذيّها التعصب الرياضي بل هدفها بناء جيل واعٍ ومدرك للأهداف والتطلعات التي ينتظرها الوطن من أبنائه".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org