منذ تفجر الحرب بين روسيا وأوكرانيا في 24 فبراير 2022، أجرى وليُّ العهد الأمير محمد بن سلمان اتصالاتٍ مع القيادتين الروسية والأوكرانية، لإسكات أزيز الرصاص، واللجوء للحوار للتوصل إلى حلّ سلمي للأزمة، مبديًا استعدادَ المملكة للتوسط، وبذل كل ما في وسعها لمعالجة أسباب التوتر والخلاف بين الطرفين؛ تجنيبًا للأمن والسلم الدوليين التداعيات الناجمة عن الأزمة.
واستمرّت المملكة في مساعيها الداعمة لخيار السلام، عبر الحوار والدبلوماسية، ومن هذه المساعي استضافتها في مدينة جدة اجتماعًا لمستشاري الأمن الوطني وممثلين لأكثر من أربعين دولة ومنظمة دولية؛ من بينها منظمة الأمم المتحدة؛ للتباحث على المستوى الدولي حول السبل الكفيلة لحلّ الأزمة الأوكرانية بالطرق الدبلوماسية والسياسية، وتعزيز الحوار والتعاون والتنسيق في هذا الصدد.
ولم تقتصر مساعي وأدوار المملكة على المسار السياسي التفاوضي، بل شملت مسارات أخرى، كمسار إطلاق أسرى عدد من الدول، والمسار الإنساني؛ حيث أعدّت المملكةُ حزمةَ مساعدات إنسانية لأوكرانيا بـ"410" ملايين دولار، ضمّت موادَّ إغاثية ومشتقّات نفطية، وموادَّ إيوائية متنوعة؛ وذلك بهدف التخفيف من تداعيات الأزمة، والتقليل من آثارها على المدنيين الأوكرانيين.
وفي إطار الدور السعودي الداعم للحلّ السلمي للأزمة الأوكرانية؛ يزور الرئيسُ الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم "الثلاثاء"، المملكةَ؛ حيث استقبله وليُّ العهد الأمير محمد بن سلمان، وبحث معه آخر تطورات الأزمة الأوكرانية، مؤكّدًا دعمَ المملكة الدائم لخيار السلام؛ مما يجدّد الآمال في المضي قدمًا في اتجاه تسوية وإنهاء الأزمة الأوكرانية من خلال الحوار والتفاوض، لاسيما مع ما تملكه المملكة من علاقات جيدة بالطرفين، وقدرتها بفضل ذلك على دعم قبول هذا الخيار.