
أكد الخبير وأستاذ الإعلام الرقمي الدكتور فهيد بن سالم العجمي: تتطور المملكة في كثير من المجالات في ظل الرعاية الكريمة التي تحظى بها من قادة هذه البلاد وفق رؤية 2030 التي تقدمت وطرقت كل الأبواب، والآن تتجه إلى اقتصاديات المدن، الذي تقوم من خلاله اقتصاديات متينة لجميع مدن المملكة.
وتفصيلًا: أوضح "العجمي" أن المدينة تمثّل وحدة إنتاج اقتصادية، وبالتالي فإن زيادة اقتصاديات المدن سوف تؤدي إلى كفاية النشاط الاقتصادي للمدينة؛ فكلما اتّسعت المدن وتنوعت في اقتصادياتها وزادت في أحجامها كلما كان ذلك دعمًا للاقتصاد الوطني للدولة؛ فالمدن لها خياراتها ولها أوضاعها ولها هياكلها من خلال بنيتها التحتية وتنوع مجالاتها الاقتصادية؛ مما يعطي مجالًا لتطورها.
وأضاف أن ذلك يقوم على اقتصاديات ثابتة تعمل على وضع لبنات قوية للاقتصاد الوطني، وهناك كثير من المدن أشبه بالدول من ناحية عدد السكان والناتج القومي والتأثير الاجتماعي والاقتصادي؛ فعلى سبيل المثال: يبلغ الناتج القومي لمدينة نيويورك نحو 1.8 تريليون دولار، وهو أكثر من الناتج القومي لكندا بأكملها، كما يبلغ الناتج القومي للوس أنجليس تريليون دولار، وهو يساوي الناتج القومي لماليزيا.
وتابع أن العديد من مدن العالم تشكل أهمية اقتصادية لدولها بعدد سكانها المرتفع ومساهمتها في الناتج القومي؛ فعلى سبيل المثال تشكّل نسبة سكان مدينة ساوباولو نحو 11 في المائة من سكان البرازيل، بينما تبلغ نسبة مساهمتها في الناتج القومي البرازيلي 20 في المائة، مشيرًا إلى أن شنغهاي الصينية يعيش فيها 1.2 في المائة من سكان الصين، يساهمون بـ2.9 في المائة من الناتج القومي الصيني. وفي الهند يعيش 2 في المائة من السكان في مدينة مومباي، تشكل مساهمتهم 6.3 من الناتج القومي الهندي.
ولفت إلى أن اقتصاديات المدن لها أهمية كبرى للاقتصاد الوطني للدولة من نواح مختلفة ومفاهيم شتى؛ فهناك حوالي 600 مدينة في عالم اليوم بها أكثر من 20 في المائة من سكان العالم، وينتج أكثر من 60 في المائة من إجمالي الناتج العالمي.
وبيّن أن هذه الأرقام قد تزداد مستقبلًا؛ ولهذا نرى أن المملكة تتجه إلى اقتصاديات المدن بقوة حتى تصل بمدن المملكة إلى الاقتصاديات العالمية؛ إيمانًا منها بتلك الاقتصاديات وما حققته من نجاحات مختلفة. وقد أشار وليّ العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان إلى أن الاقتصاديات العالمية ليست قائمة على الدول، بل هي قائمة على المدن باعتبارها تشكل 85 في المائة من اقتصاد العالم، وفي خلال السنوات القادمة سوف يكون 95 في المائة من اقتصاديات العالم يأتي منها؛ فلذلك التنمية الحقيقية تبدأ من المدن سواء في الصناعة أو الابتكار أو في التعليم أو في الخدمات أو في السياحة وغيرها من القطاعات.
وقال "العجمي": إن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد ومهندس رؤية 2030، يعمل جاهدًا لرفع اقتصاديات مدن المملكة والعمل على تطوير ذلك.
وقد قال سموه: نستهدف أن تكون الرياض من أكبر عشر مدن اقتصادية في العالم، اليوم هي رقم أربعين، من أكبر أربعين اقتصادًا في العالم كمدينة، نستهدف في الرياض أن نصل من 7.5 ملايين نسمة إلى ما بين 15 و20 مليون نسمة في 2030. فإن مجموعة المدن داخل الدولة تمثل الاقتصاديات الإقليمية التي هي وعاء للاقتصاد الوطني.
وأكد أن المملكة تعمل جاهدة وتتطلع لاقتصاد قوي تتم من خلاله المنافسة العالمية؛ لهذا تتوسع من خلال الرؤية لبذل كل ما هو ممكن من أجل ذلك، ولعلنا نرى كثيرًا من القرارات الملكية التي تتماشى مع تلك النهضة الاقتصادية؛ فقد أصدر الملك سلمان بن عبدالعزيز عددًا من القرارات؛ من ضمنها تعيين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد ليكون رئيسًا لمجلس الوزراء، ولعلها خطوة كبيرة ودعم حقيقي لتطور تلك البلاد؛ فصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان لديه من الفكر والعمل ما يحقق به كل الطموحات التي نتطلع إليها، وما مجهوداته الكبيرة في تحقيق الرؤية إلا دليل على ذلك.
إننا نتطلع إلى أن نرى المملكة من ضمن الدول الاقتصادية القوية التي يشار إليها، وهذا ما تسعى إليه قيادتنا الرشيدة.