قال الخبير وأستاذ الإعلام الرقمي الدكتور فهيد بن سالم العجمي: "تحتل الإبل مكانة مميزة في تاريخ وتراث الجزيرة العربية، وهي مكانة تعود إلى آلاف السنين؛ حيث تعتبر هي أساس كل عربي في حله وترحاله؛ لما حباها بها الله من قدرة على الحياة في الصحراء، والتكيف مع طبيعتها القاسية، بما فيها من الحر الشديد وندرة المياه والشمس المحرقة، حتى عرفت بسفينة الصحراء، إضافة إلى قدرتها على الحياة في المناطق الجبلية حيث تقلبات الجو المختلفة وتنوعها".
وقد اهتمت المملكة العربية السعودية بالإبل، وكان للقيادة دور كبير في ذلك؛ حيث جاء الأمر الملكي رقم أ/297 بإنشاء "نادي الإبل"، كما أصدر الملك سلمان، خادم الحرمين الشريفين، أمرًا بأن يكون صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء، مشرفًا عامًّا على "نادي الإبل".
وتعتبر هذه نقلة نوعية، حيث نقل مهرجان الملك عبدالعزيز لمزاين الإبل من العشوائيات والبدائيات، إلى كرنفال عالمي وواجهة سياحية ومحطة اقتصادية كبيرة عبر رؤية 2030، وهنا يبرز دور القيادة الحكيمة التي دائمًا ما تتألق وتضع كل الأمور في نصابها.
وقد جاء مهرجان الملك عبد العزيز لمزاين الإبل ليساهم في الحفاظ على الموروث التراثي وتعريف النشء بموروث آبائهم وأجدادهم.
وسعت إدارة المهرجان بنادي الإبل في نُسَخ المسابقة وعبر مجموعة من الأفكار المبتكرة، إلى إحداث نقلة متميزة في هذا المجال، وإضفاء الجو التنافسي العادل في مختلف الدورات، وقد كشف ملاك الإبل وروادها عن الدعم والاهتمام اللامحدود الذي يتلقونه من سمو ولي العهد والمشرف العام على نادي الإبل الأمير محمد بن سلمان، ليس بمستغرب، ويكفي تحويله من البدائيات إلى مسابقة كبيرة عالمية لها تميزها الخاص، وقد بلغت جوائز مهرجان الملك عبدالعزيز لمزاين الإبل 250 مليون ريال.
ونوه عدد من ملاك الإبل في المملكة إلى دعم ورعاية خادم الحرمين -أيده الله-وسمو ولي عهده الأمين -حفظه الله- للموروث الأصيل مهرجان الملك عبد العزيز للإبل، وبما قامت به القيادة الرشيدة بدعم المهرجان وانعكاساته الإيجابية في رفع اقتصاد الإبل بشكل كبير على الأسواق والمستثمرين والمنتجين، وما تبعه من إنشاء الميادين لعروض الإبل بطراز عالٍ تعد نموذجًا يفخر به.
وعبروا عن تقديرهم للدعم والرعاية الملكية التي يجدها ملاك الإبل وجماهيرها العريضة من قبل حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -أيده الله-وسمو ولي العهد المشرف العام على نادي الإبل، والمتمثل في تنظيم "المهرجان السنوي للإبل" على جائزة الملك عبدالعزيز رحمه الله.
كما أشادوا برعاية القيادة بأنها خير وسام على صدور الملاك ومحبي الإبل، وتعد تشريفًا وتكريمًا لأهل الإبل من القيادة الرشيدة التي أولت أهل الإبل العناية والرعاية بتنظيم هذا المهرجان العالمي.
ولا يخفى علينا ذلك الاهتمام بالإبل كقيمة اقتصادية كبرى في القديم والحديث؛ فهي بجانب استخداماتها المتعددة سواء في القوافل أو الحروب قديمًا، ظلت تقدم فوائد اقتصادية متعددة؛ حيث يستفاد من حليبها ولحمها ووبرها وجلدها وحتى أبوالها.
وقد كشفت لنا الأبحاث وجود الجمل في أراضي المملكة منذ القدم؛ حيث وضح ذلك من خلال النقوش التاريخية؛ فقد وجدت دراسة حديثة أن مجموعة من الأعمال المنحوتة في الصخر التي تجسد شكل إبل في صحراء السعودية قد تكون أقدم النقوش العملاقة لحيوانات على مستوى العالم.
واكتشفت هذه الأعمال النحتية للمرة الأولى في 2018، وقدر باحثون عمرها بحوالي ألفي سنة في ذلك الوقت.
وهذا يؤكد لنا مدى ارتباط الإبل بالمملكة العربية السعودية منذ القدم؛ لهذا وجد الاهتمام من قيادتنا الرشيدة التي عملت على تكوين نادي الإبل وتنظيمه، وخلق جو من المنافسة حتى يتم الإقبال عليه والتعريف به.