بدعوة من المملكة العربية السعودية، رئيس القمة الإسلامية الرابعة عشرة رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التعاون الإسلامي، عقدت اللجنة التنفيذية اجتماعًا استثنائيًّا مفتوح العضوية اليوم الأحد في مقر الأمانة العامة للمنظمة في جدة؛ لمناقشة التدنيس الأخير لنسخ من المصحف الشريف في السويد.
وأصدرت اللجنة البيان الآتي:
"اللجنة التنفيذية لمنظمة التعاون الإسلامي إذ تسترشد بالمبادئ والأهداف المنصوص عليها في ميثاقَي المنظمة، والأمم المتحدة، والوثائق الدولية الأخرى، بما فيها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وإذ تشدد على الالتزام الذي تعهدت به جميع الدول بموجب ميثاق الأمم المتحدة بتعزيز وتشجيع الاحترام العالمي لمراعاة حقوق الإنسان والحريات الأساسية للجميع دون تمييز بسبب العرق أو الجنس أو اللغة أو الدين، وإذ تعيد تأكيد أن ممارسة الحق في حرية التعبير تنطوي على واجبات ومسؤوليات خاصة في ضوء المادة الـ19 (3) والمادة الـ20 (2) من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، والدور الذي تؤديه ممارسة تلك الحقوق في التصدي لجميع أشكال التعصب الديني، وإذ تشير إلى مختلف قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تدعو إلى بذل جهود عالمية لتعزيز التسامح والسلام والحوار بين الحضارات، خاصة قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 66/ 167، وقرار مجلس حقوق الإنسان رقم 16/ 18 الصادر في مارس 2011 لمعالجة قضية التعصب والتحريض على الكراهية والعنف على أسس دينية، وإذ يشير إلى قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 76/ 254 الذي حدد يوم 15 آذار يومًا دوليًّا لمكافحة كراهية الإسلام، وإذ تستذكر القرارات والإعلانات ذات الصلة الصادرة عن مؤتمر القمة الإسلامي ومجلس وزراء الخارجية، ولاسيما البيان الختامي للقمة الإسلامية الرابعة عشرة التي عقدت في مكة المكرمة في 31 مايو 2019، والبيان الختامي الصادر عن الاجتماع الاستثنائي مفتوح العضوية للجنة التنفيذية بتاريخ 9 رجب 1444هـ، الموافق 31 يناير 2023، وكذلك القرارات التي اعتمدها مجلس وزراء الخارجية التاسع والأربعون المنعقد في نواكشوط بالجمهورية الإسلامية الموريتانية في 16-17 مارس 2023، ولاسيما القرار رقم 32/ 49-س بشأن "مكافحة الإسلاموفوبيا والقضاء على الكراهية والتحيز ضد الإسلام"، والقرار رقم 34/ 49 -س بشأن "مناهضة تشويه صورة الأديان"، والقرار رقم 35/ 49-س بشأن "إدانة انتهاك حرمة نسخ من المصحف الشريف"، وإذ تعرب عن بالغ القلق إزاء تزايد حوادث التعصب والتمييز وأعمال العنف التي يشهدها العالم، وتلاحظ بقلق أن كراهية الإسلام آخذة في الازدياد في أجزاء كثيرة من العالم كما يتضح من العدد المتزايد من حوادث التعصب الديني والقوالب النمطية السلبية والكراهية والعنف ضد المسلمين، إذ تشير بقلق عميق إلى عودة ظهور الحركات العنصرية والتطرف اليميني في مناطق متعددة من العالم من خلال أعمال الاستفزاز المتكررة لمؤيدي اليمين المتطرف من خلال إهانة الرموز والمقدسات الدينية الإسلامية، بما في ذلك تدنيس نسخ من المصحف الشريف، وإذ تدين أي دعوة إلى الكراهية تشكل تحريضًا على التمييز أو العداء أو العنف، سواء كان ذلك باستعمال الوسائل المطبوعة أو الوسائل السمعية والبصرية أو الإلكترونية أو وسائل التواصل الاجتماعي، أو أي وسائل أخرى، وإذ تعيد التشديد على أهمية تعزيز الحوار والتفاهم والتعاون بين الأديان والثقافات والحضارات من أجل السلام والوئام في العالم، وأن نشر قيم التسامح والسلام هو السبيل الأمثل لمواجهة خطابات الكراهية والتعصب والتطرف والعنف والتحريض.. فإنها:
1- تدين بشدة الاعتداء السافر الأخير على حرمة وقدسية المصحف الشريف في مملكة السويد في أول أيام عيد الأضحى عام 1444 خارج المسجد المركزي في العاصمة استوكهولم، وتعرب عن استيائها من تكرار أفعال تدنيس نسخ من المصحف الشريف، وتأسف بشدة لإصدار السلطات تصريحًا يسمح بتنفيذها.
2- تدعو الأمين العام إلى توجيه رسالة باسم الدول الأعضاء إلى الحكومة السويدية، والنظر في إمكانية إرسال وفد إلى السويد ومفوضية الاتحاد الأوروبي للإعراب عن إدانة حادثة حرق نسخة من المصحف الشريف، ودعوتها إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لعدم تكرار ذلك العمل الإجرامي تحت ذريعة حرية التعبير.
3- تدين كل محاولات الإساءة إلى حرمة المصحف الشريف، وغيرها من القيم والرموز المقدسة للإسلام، تحت لباس ذريعة حرية التعبير الذي يتعارض مع روح المادتين الـ19 والـ20 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، وتطالب المجتمع الدولي بالوقوف في وجه تلك المحاولات الاستفزازية.
4- تدعو سفراء الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي في العواصم التي تقع فيها أعمال شنيعة ضد نسخ من المصحف الشريف، والرموز الإسلامية المقدسة الأخرى، إلى بذل جهود جماعية على مستوى البرلمانات الوطنية ووسائل الإعلام ومنظمات المجتمع المدني، فضلاً عن المؤسسات الحكومية الأخرى؛ للتعبير عن موقف منظمة التعاون الإسلامي، وحث الجهات ذات الصلة على اتخاذ الإجراءات التشريعية اللازمة لتجريم مثل هذه الاعتداءات، آخذة في الحسبان أن ممارسة حرية التعبير تنطوي على واجبات ومسؤوليات خاصة.
5- تدعو جميع بعثات منظمة التعاون الإسلامي في الخارج (نيويورك وجنيف وبروكسل) إلى أخذ زمام المبادرة للتصدي في المنظمات الدولية المعنية التي هي معتمدة لديها من أجل التصدي لأعمال الكراهية ضد الإسلام ورموزه ومقدساته في تفسير الاتفاقيات ذات الصلة، وكذلك وضع نصوص قانونية دولية جديدة لهذا الغرض.
6- تدعو مؤسسات المجتمع المدني الإسلامية إلى العمل مع منظمات المجتمع المدني في تلك الدول التي تقع بها اعتداءات معادية للإسلام على نسخ من المصحف الشريف وغيره من القيم المقدسة على اللجوء إلى المحاكم المحلية، واستنفاد جميع إجراءات التقاضي لمحلية، بتوجيه من مستشار قانوني متخصص، قبل رفع الدعاوى إلى الهيئات القضائية الدولية عند الاقتضاء.
7- تدعو الأمانة العامة إلى الإسراع في تنفيذ "خطة العمل لمكافحة الإسلاموفوبيا"، التي اعتمدها وزراء دول المنظمة الأعضاء في فريق الاتصال المعني بالسلام والحوار على هامش الدورة الرابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
8- تعيد التشديد على أهمية خطة العمل ذات النقاط الثماني المتفق عليها بالإجماع بموجب قرار مجلس حقوق الإنسان رقم 16/ 18 باعتبارها خطوة مهمة في الأمم المتحدة لمكافحة التحريض على الكراهية والتمييز والوصم والعنف على أساس الدين أو المعتقد، وتدعو جميع الدول الأعضاء إلى مراجعة التقدم المحرز في تنفيذ خطة العمل، وبذل الجهود كافة للحفاظ على الإجماع الدولي حول هذه المبادرة المهمة للمنظمة.
9- تؤكد من جديد الدور الأساسي للالتزام السياسي على أعلى مستوى من أجل التنفيذ الكامل والفعال لقرار مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة 16/ 18، وتشجع الدول على إيلاء اهتمام خاص لأهمية تجريم التحريض على العنف على أساس الدين أو المعتقد مع الإقرار بالدور الإيجابي للنقاش المفتوح والبنّاء والاحترام والحوار بين الأديان في هذا الصدد.
10- تدعو جميع الحكومات إلى التنفيذ الكامل للإطار القانوني والإداري القائم، أو تكييف تشريعات جديدة إذا لزم الأمر، بما يتفق مع التزاماتها بموجب القانون الدولي والقواعد والمعايير لحماية جميع الأفراد والمجتمعات من الكراهية والعنف على أساس الدين والمعتقد، ولضمان حماية أماكن العبادة.
11- تشير إلى قرار مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة 34/ 36، والمؤرخ في 24 مارس 2017، الذي طلب فيه المجلس وضع معايير تكميلية للاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري؛ لضمان بدء المفاوضات بشأن مشروع البروتوكول الإضافي للاتفاقية الذي يجرم الأفعال ذات الطابع العنصري والقائمة على كره الأجانب، مثل الإسلاموفوبيا.
12- تدعو الأمين العام إلى توجيه رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن، وحثهم على إصدار بيانات إدانة لرفض إهانة الرموز والمقدسات الدينية مما يثير الكراهية، ويعزز تنامي ظاهرة التطرف العنيف، ويغذي الإرهاب. وتدعو إلى الاحترام المتبادل لجميع الأديان والمعتقدات، وتعزيز ثقافة السلام والتسامح.
13- تكليف المجموعة الإسلامية في نيويورك وجنيف بمواصلة إثارة وإطلاع الأجهزة المعنية في الأمم المتحدة بالانتهاكات المستمرة ضد الرموز والمقدسات الإسلامية، وما يمثله ذلك من تغذية لخطابات الكراهية، وتنامي ظاهرة التطرف العنيف.
14- تكليف المجموعة الإسلامية في العواصم العالمية (خاصة العواصم التي وقعت فيها الأعمال السافرة ضد نسخ من المصحف الشريف، وغيره من الرموز الإسلامية المقدسة)، والمنظمات الدولية، خاصة الاتحاد الأوروبي، باتخاذ ما يلزم نحو إحالة هذا البيان إلى وزارات الخارجية والأجهزة المعنية في تلك الدول والمنظمات، وإيضاح خطوة وتبعات التمادي في إهانة الرموز والمقدسات الإسلامية.
15- الاستمرار في إدراج بند "مكافحة ظاهرة الإسلاموفوبيا" على أجندة اجتماعات المجموعة الإسلامية لدول منظمة التعاون الإسلامي مع الدول والتجمعات الدولية والإقليمية.
16- تكليف المجموعة الإسلامية في نيويورك باتخاذ ما يلزم نحو إحالة هذا البيان إلى الأجهزة المعنية في الأمم المتحدة لإصداره كوثيقة رسمية من وثائقها، وطلب إدراج هذا الموضوع على أجندتها وفقًا لأحكام المادة الأولى الفقرة الـ(3) من ميثاق الأمم المتحدة التي تطالب بتعزيز احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية للناس جميعًا، والتشجيع على ذلك إطلاقًا بلا تمييز بسبب الجنس أو اللغة أو الدين.
17- تكليف جميع الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي في جنيف بتوجيه انتباه مجلس حقوق الإنسان على الفور إلى الاعتداء السافر الأخير على حرمة وقدسية المصحف الشريف في مملكة السويد من خلال الدعوة إلى مناقشة عاجلة في دورته الثالثة والخمسين الجارية، وجميع دوراتها القادمة، وتقديم قرار للتصدي لتكرار هذه الحوادث المؤسفة، وتحديد ومواجهة دوافع ومظاهر هذه القضية الخطيرة لحقوق الإنسان بطريقة منهجية ومؤسسية، وإبقاء المسألة قيد النظر.
18- تجديد دعوة الأمين العام لاتخاذ خطوات فورية لتعزيز مرصد الإسلاموفوبيا في الأمانة العامة، من خلال تحويله إلى إدارة كاملة لمكافحة الإسلاموفوبيا والحوار والتواصل، وتخصيص الموارد اللازمة لتمكين المرصد من العمل بشكل فعال، وتنفيذ برامج ملموسة على الأرض، وتسهيل ارتباطه مع المراكز والآليات الأخرى المعنية برصد ظاهرة الإسلاموفوبيا في جميع أنحاء العالم، وأن يعلن تقاريره الدورية بشكل مهني.
19- تدعو إلى وضع تدنيس نسخ من المصحف الشريف والرموز والمقدسات الإسلامية على أجندة الاجتماع التنسيقي لوزراء خارجية الدول الأعضاء على هامش أعمال الدورة القادمة للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك والقمة الإسلامية القادمة في جامبيا بهدف اتخاذ المزيد من الإجراءات للتصدي لهذه الظاهرة السلبية ضد الإسلام والمسلمين.
20- تدعو الأمين العام إلى النظر في الخطوات الممكنة لمراجعة الإطار الرسمي الذي يربط الأمانة العامة بأي دولة يتم فيها تدنيس حرمة نسخ من المصحف الشريف والقيم الإسلامية الأخرى والرموز والمذاهب الإسلامية بموافقة البلد المعني، بما في ذلك تعليق وضع المبعوث الخاص.
21- تطلب من الأمين العام تنفيذ الفقرة الـ9 من القرار رقم 68/ 48 -س بتعيين مبعوث خاص معني بالإسلاموفوبيا في حدود الموارد المتاحة؛ لقيادة الجهود الجماعية نيابة عن منظمة التعاون الإسلامي.
22- تدعو الأمين العام إلى التشاور مع الدول الأعضاء لعقد اجتماع طارئ رفيع المستوى عند الاقتضاء.
23- تدعو إلى عقد اجتماع عادي للجنة التنفيذية لمنظمة التعاون الإسلامي حول الإسلاموفوبيا في سبتمبر 2023؛ لإجراء تقييم شامل للهجمات الدنيئة ضد المسلمين والرموز الإسلامية المقدسة، ومنها تدنيس نسخ من المصحف الشريف، ومتابعة نتائج وقرارات الاجتماعات السابقة للجنة التنفيذية ومجلس وزراء الخارجية، وذلك ضمن الإعداد لاجتماع على المستوى الوزاري لمنظمة التعاون الإسلامي بالتنسيق مع الأمانة العامة، والتشاور مع الدول الأعضاء.
24- تُرحِّب بعقد المؤتمر الدولي حول الإسلاموفوبيا ومناهضة التمييز في الفترة من 22 إلى 23 أغسطس 2023 في كوالالمبور بالتنسيق مع الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي.
25- تدعو الأمانة العامة إلى تنظيم فعاليات بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة الإسلاموفوبيا في مقرها، وفي البلدان التي تحدث فيها اعتداءات معادية للإسلام؛ وذلك من أجل زيادة الوعي على المستوى العالمي، وتعبئة الدول الأعضاء والشركاء المحتملين لمكافحة الإسلاموفوبيا بأكثر الطرق فاعلية.
26- تطلب من الأمين العام متابعة تنفيذ هذا البيان، وتقديم تقرير بشأنه إلى الاجتماع القادم لمجلس وزراء الخارجية.