تتَّسمُ العلاقات الكشفية السعودية الأمريكية منذُ سنوات بالتعاون وتبادل الخبرات، وشهدت في الفترة الأخيرة المزيد من التقارب الذي شكل حضوراً أكثر وأكبر لجمعية الكشافة العربية السعودية، وكشافة الفتيان الأمريكية في المحافل الكشفية الدولية والقارية، الأمر الذي انعكس على تطور الكشافة في كلا البلدين.
وتفصيلًا، استعرض المهتم بالتاريخ والتوثيق الكشفي السعودي مبارك الدوسري خص به "سبق" أبرز المحطات التي توجتها تلك العلاقة التاريخية، ففي عام 1401هـ تبنت شركة (موبيل) للزيت مشروعاً لتنمية الصداقة العالمية والذي يتضمن زيارات وبرامج مشتركة، والتعرف على منشآت شركة موبيل الأمريكية، بالإضافة إلى تبادل الثقافات بين الدول المختارة لهذا المشروع، والتي شملت المملكة العربية السعودية، والولايات المتحدة الأمريكية، واليونان، حيث قامت وفود تلك الدول بزيارة المملكة في محطة المشروع الثانية عام 1402هـ، تنقل خلالها المشاركون بين مدن الرياض وجدة والطائف والدمام والخبر، أطلعوا خلالها على النهضة التي تعيشها المملكة، ومنها زيارة المنشآت النفطية ومعامل تكرير شركة موبيل السعودية، وتعرفوا على ثقافة جزء من هذا الوطن، والتقوا حينها بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- أمير الرياض آنذاك.
وفي عام 1404هـ كانت المحطة الثالثة والأخيرة، حيث كانت الوجهة الولايات المتحدة الأمريكية، واستضافهم حينها المعسكر الكشفي في نيوجرسي، وتضمن برنامج الوفد السعودي حضور مباريات المنتخب السعودي لكرة القدم في دورة الألعاب الأولمبية 1984 في لوس أنجلوس، وفي سان فرانسيسكو.
ومع حلول عام 1429هـ وقّع الرئيس السابق لجمعية الكشافة العربية السعودية الدكتور عبدالله بن صالح العبيد، والمدير التنفيذي لكشافة الفتيان الأمريكية روبرت مازوكا، اتفاقية ثنائية للتعاون المشترك بين كشافة البلدين.
وخلال الفترة من 28 شوال إلى 4 ذي القعدة من عام 1429هـ، قام وفد كشفي أمريكي برئاسة المدير التنفيذي للكشافة الأمريكية روبرت مازوكا، ومدير قسم البرامج الخارجية في الكشافة الأمريكية في ذلك الوقت سكوت تير، بزيارة للمملكة، وتضمنت الزيارة جولة في مزرعة العاذرية، وزيارة متحف الملك عبدالعزيز التاريخي، والمعسكر الكشفي بالرياض، وزيارة محافظة العلا، ومحافظة جدة، وحضور الحفل الوطني الثالث للتكريم الكشفي بالقصيم.
وشاركت جمعية الكشافة في عام 2009 في اجتماع الصندوق الكشفي العالمي برئاسة رئيس الجمعية في ذلك الوقت الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد والذي عقد في ولاية بوسطن في ماساتشوستس، ووقع حينها الأمير فيصل مذكرة تفاهم حول تفعيل وقف خادم الحرمين الشريفين لبرامج السلام وتأهيل القيادات الكشفية مع رئيس الصندوق الكشفي العالمي -آنذاك- لارس كوليند، وجرى خلال تلك الزيارة تسليم ملك السويد كارل جوستاف الرئيس الفخري للصندوق الكشفي العالمي شيك وقف خادم الحرمين الشريفين، كما تم منح الأمير فيصل زمالة بادن باول.
وفي نفس العام، شاركت الجمعية في المؤتمر السنوي العام للكشافة الأمريكية الذي عُقِد في مدينة أورلاندو بمشاركة 2500 مشارك يمثلون الكشافة الامريكية وبعض الدول التي تمت دعوتها للمشاركة، وجرى خلال تلك المشاركة القيام بالعديد من الأنشطة؛ ومن أهمها استعراض وقف السلام وهدية السلام مع المشاركين وأولياء الأمور، وزيارة مقر قيادة الكشافة في المدينة.
وقد حرصت الجمعية خلال الفترة من 1429هـ إلى 1434هـ، على المشاركة في برنامج "الزائر الدولي" الذي تُنظمه وزارة الخارجية الأمريكية مع مركز المرديان الدولي، انطلاقًا من رغبة الجمعية في الاستفادة من الخبرات والتجارب الأمريكية التي تسهم في تطوير العمل الكشفي بالمملكة باعتبار الكشافة الأمريكية Boy Scouts of America التي تأسست عام 1910م، كواحدة من أكبر المنظمات الشبابية في الولايات المتحدة حيث تضم أكثر من 2.4 مليون عضو من الشباب، وما يقرب من مليون متطوع، بالإضافة إلى التعرف على الولايات المتحدة الأمريكية ونظامها السياسي ونسيجها الثقافي والاجتماعي، حيث شارك في النسخة الأولى من البرنامج عام 1429هـ، إحدى عشر قائداً ومسؤولاً كشفياً.
وفي النسخة الثانية التي نُظمت عام 1430هـ، شارك فيها 9 من القادة والمسؤولين الكشفيين، وفي النسخة الثالثة التي نُظمت عام 1431هـ، حرصت الجمعية على إتاحة الفرصة للشباب، حيث شارك في تلك النسخة 8 من الجوالة واثنان من القادة المسؤولين، وفي النسخة الرابعة والأخيرة عام 1434هـ، شارك فيها 12 قائداً ومسؤولاً ومن الشباب.
كما نظمت الجمعية برنامج الرحلات التدريبية الكشفية، خلال الفترة من 22 – 26 شوال 1437هـ، في مخيم الباين بولاية نيوجرسي، ومن 5 - 10 شوال 1439هـ، في مخيم ستيرنز الكشفي في ولاية مينسوتا ومن 13 - 18 جمادى الأولى 1441 هـ في مخيم لانوشي في ولاية فلوريدا بالتعاون مع كشّافة الفتيان الأمريكية، لتأهيل عمداء شؤون الطلاب ووكلائهم ومن في حكمهم من أعضاء هيئة التدريس بالجامعات والكليات في المملكة.
وخلال المدة 18-24 ربيع الثاني 1431هـ، قامت كشافة الفتيان الأمريكية، بزيارة إلى المملكة في إطار الاتفاقية الموقعة بين الكشافة السعودية ونظيرتها الأمريكية، وقد اشتمل برنامج الزيارة المعد لتلك المناسبة الالتقاء برئيس الجمعية -آنذاك- الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد آل سعود، وزيارة قصر المصمك وسوق الزل، والالتقاء بنظرائهم من كشافة تعليم الرياض، وحضور معسكراً ترويحياً أقامته كشافة المؤسسة العامة للتعليم التقني والمهني بالرياض، كما قام الوفد الأمريكي بزيارة نادي الهلال ومحافظة الخرج، واختتم البرنامج بالخروج إلى منتزه الثمامة البري حيث أقيم برنامج للطهي الخلوي هناك، وشهد الجامبوري الكشفي العالمي الـ 24 الذي أقيم في محمية سوميت بيكتل في ولاية فرجينيا الغربية بالولايات المتحدة الأمريكية تحت شعار "فتح عالم جديد".
وفي الفترة من 23 يوليو 2019 وحتى 2 أغسطس 2019، والذي شارك فيه 45000 شاب من جميع أنحاء العالم يمثلون أكثر من 150 جمعية وهيئة واتحاد كشفي أعضاء بالمنظمة الكشفية العالمية، مشاركة المملكة بأول فريق كشفي نسائي سعودي يشارك في الجامبوري العالمي.
كما شهد التعاون الكشفي السعودي الأمريكي المشاركة في فعاليات متعددة أخرى ومنها المخيم الكشفي المئوي الأمريكي الذي أقيم في ولاية فرجينيا عام 1431هـ، والمشاركة في الجامبوري الإسلامي الأول الذي نظمه الاتحاد العالمي للكشاف المسلم بالتعاون مع كشافة الفتيان الأمريكية في مخيم مينسي بولاية بنسيلفينيا الأمريكية عام 1437هـ، والجامبوري الوطني الأمريكي الذي أقيم في قمة بكتل بولاية فرجينيا عام 1438هـ، وبرنامج الرحلة التدريبية لتنمية العضوية عام 1439هـ، الذي نظمته الجمعية في ولايتي نيويورك، ومينسوتا الامريكية، كما شاركت في نفس العام بالجامبوري الكشفي الوطني الإسلامي الثاني الذي نظمته كشافة الفتيان الامريكية بالتعاون مع اللجنة الاسلامية القومية للكشافة والمجلس الكشفي الإسلامي في أمريكا الشمالية، في مخيم مينسي في قلب جبال بوكونو Pocono بولاية بنسيلفينيا الأمريكية تحت شعار "خدمة الإنسانية".