أكد عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك زاهي الخليوي، أن النماذج تشير إلى توقعات مبشرة بالأمطار في الأيام القادمة قبل وبعد دخول موسم سهيل.
وقال "الخليوي" لـ"سبق": إن موسم "سهيل" يبدأ -بإذن الله- يوم الخميس المقبل الموافق 24 أغسطس وتنكسر بدخوله حدة الحرارة، وتميل الأجواء للاعتدال والبرودة.
وأضاف: "يتكون موسم سهيل من 53 يوماً مقسمة على أربعة أنواء: نوْء الطرفة ومدته 13 يوماً، وهو آخر نجوم فصل الصيف، وفيه يبرد الجو نسبيّاً، ونوء الجبهة ومدته 14 يوماً؛ خلافاً لباقي نجوم العام، وهو أول نجوم فصل الخريف، ومعه تزيد برودة الجو في الليل ويتحسن الطقس نهاراً، أما الثالث فهو نوء الزبرة، ومدته 13 يوماً، وفيه تزداد البرودة في الليل، والنوء الرابع هو الصرفة وهو آخر نجوم "سهيل" ومدته 13 يوماً، وسمي بذلك لانصراف الحر نهائيّاً عند طلوعه.
وأردف: في سهيل تكثر هجرات الطيور، ففي بدايته في 24 أغسطس تكون هجرة طيور الصفار والسمان والدخل، وفي 1 سبتمبر تبدأ هجرة القميري والكرك، وفي 26 سبتمبر يبدأ موسم هجرة طيور الماء، أما الصقور فتهاجر في 1 أكتوبر، وفي نهاية سهيل وبداية الوسم الموافق 16 أكتوبر تكون هجرة الحباري والدرج والكروان.
وتابع: يُعتبر نجم سهيل في الدرجة الثانية من حيث اللمعان بين نجوم السماء بعد الشعرى اليمانية، وظهوره علامة على انتهاء رياح السموم، وبشير خير بقرب هطول الأمطار واستفادة الأرض منها؛ لذلك قيل قديماً: إذا طلع سهيل لا تأمن السيل.. وفيه يتوفر الرطب؛ لذلك قيل أيضًا: إذا طلع سهيل تلمس التمر بالليل.
وأكمل: طلوع سهيل يستبشر به العرب، ويترقبون ظهوره؛ حتى إن البعض يتوهم في نجمي الوزن والحضار، وهما نجمان يظهران قبل سهيل، فيحلفون على أنهما سهيل حتى سُمِّيا "المحلفين"، ولأهميته وضع العرب الأوائل حساباً يبدأ العد فيه من طلوع سهيل، وسميت السنة بالسنة السهيلية؛ لأنه بطلوعه تكثر الثمار في القرى، وفي سهيل تقل حاجة البادية وأنعامهم للماء فيبدأ تنقلهم وترحالهم.
وختم "الخليوي" قائلاً: بعد منتصف سهيل يكون الاعتدال الخريفي في 20 - 23 سبتمبر، حيث يستوي الليل والنهار في الطول، ثم يبدأ الليل بالزيادة، وكثيراً ما يعطر شعراء الفصيح والنبط قديماً وحديثاً قصائدهم بذكر (نجم سهيل) إما بصفته بشير خير لانتهاء موسم الجفاف، أو رمزاً لزمن، أو إشارة لجهة، أو وصفاً لتفرده وقوة لمعانه.