حذر المستشار بالديوان الملكي عضو هيئة كبار العلماء، الدكتور عبدالله بن محمد المطلق، من أن عضل الأبناء لأماتهم، بمنعهن من التزويج بكفئها إذا طلبت ذلك، هو أسوأ أنواع العضل! مؤكدًا أن "من بر الأم البحث لها عن زوج".
وشدد على أن هيئة كبار العلماء جرّمت العضل وحرّمته واعتبرته جريمة وهو من كبائر الذنوب؛ لأنه ظلم، وظلم ذوي القرابة أشد قسوة ومضاضة على مشاعر الإنسان.
جاء ذلك في حديثه لبرنامج "فتاوى" على السعودية أمس مفسرا قوله تعالى: ﴿وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْا بَيْنَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ ذَلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ مِنْكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكُمْ أَزْكَى لَكُمْ وَأَطْهَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾.
وروى "المطلق" قصة المرأة التي جاءته باكية شاكية بعد عضلها من أبنائها، وقال: "اتصلت عليّ امرأة في الخمسين من عمرها توفى زوجها وبعد أن ربت أبناءها وزوجتهم تقدم لها رجل كفؤ للزواج منها، فرفض أحد أبنائها الذي يبلغ من عمره 28 سنة، وأكد لها أن هذا مستحيل خوفًا من كلام الناس أن يعيّروه بذلك.
وأقسم "المطلق": "والله جاءتني تبكي وتشتكي أبناءها كلهم متزوجون، وهي تريد زوجًا يؤنس وحدتها ويحادثها ويلبي الحاجة الفطرية التي خلقها الله في الرجال والنساء".
وقارن الشيح المطلق مستغربًا التناقض لدي البعض: لو ماتت زوجة رجل وعمره 90 سنة لطلب منه أبناؤه المسارعة والمبادرة للزواج، ولكن العكس إذا مات زوج المرأة وعمرها 30 أو 40 سنة ورغبت في الزواج فستجد المنع والرفض بحجة العيب!
ولفت "المطلق" إلى أن عضل الأبناء لأمهم من أكثر قضايا الإفتاء التي تمر عليه، موكدًا أن "من بر الأم البحث لها عن زوج".
وبرر رفضن النساء الذهاب للمحاكم والشكوى بحيائهن ومراعاتهن لمشاعر ذويهن وأولياء أمورهن، مشيرًا إلى أن القاضي في حال عضل ولي أمر المرأة يحق له تزويجها.
وشدد "المطلق" على أن طلب الزواج في أي عمر وسن ليس عيبًا، فهو حاجة مشروعة وحق فطري لا يجوز سلبه والتعدي عليه، لافتًا إلى أنه يعرف امرأة تزوجت وعمرها 94 عامًا، وطلبت من زوجها إقامة فرحهما مثل الأزواج الشباب!