بدأ عديدٌ من الدول الإسلامية شهر ذي القعدة يوم الجمعة 10 مايو 2024م، ومن هذه الدول: إندونيسيا وماليزيا وبروناي وبنجلادش وباكستان وإيران والمغرب وغانا، وهذه الدول ستتحرّى هلال شهر ذي الحجة يوم الجمعة 07 يونيو؛ ليكون أول أيام شهر ذي الحجة فيها يوم السبت 08 يونيو أو الأحد 09 يونيو، ويكون أول أيام عيد الأضحى فيها يوم الإثنين 17 يونيو أو الثلاثاء 18 يونيو.
وحيث إن رؤية الهلال يوم الجمعة 07 يونيو ممكنة بالعين المجردة من أغلبية دول العالم، فعليه من المتوقع أن تبدأ جميع هذه الدول شهر ذي الحجة يوم السبت 08 يونيو، ويكون يوم الإثنين 17 يونيو أول أيام عيد الأضحى المبارك فيها.
وقال مدير مركز الفلك الدولي المهندس محمد شوكت عودة؛ في بيانٍ أورده لـ"سبق": بدأت أغلبية الدول الإسلامية شهر ذي القعدة يوم الخميس 09 مايو، وهذه الدول ستتحرّى هلال شهر ذي الحجة يوم الخميس 06 يونيو، ليكون أول أيام شهر ذي الحجة فيها يوم الجمعة 07 يونيو أو السبت 08 يونيو، ويكون أول أيام عيد الأضحى فيها يوم الأحد 16 يونيو أو الإثنين 17 يونيو؛ وحيث إن القمر يوم الخميس 06 يونيو سيغيب بعد غروب الشمس بعدة دقائق في وسط العالم الإسلامي وغربه، فلا يُستبعَد أن يبدأ عديدٌ من هذه الدول شهر ذي الحجة يوم الجمعة 07 يونيو؛ ليكون يوم الأحد 16 يونيو أول أيام عيد الأضحى المبارك فيها.
وأضاف: بالنسبة لوضع الهلال يوم الخميس 06 يونيو في بعض المدن العربية والإسلامية، فإن الحسابات السطحية للهلال وقت غروب الشمس، كما يلي: في جاكرتا يغيب القمر قبل غروب الشمس بأربع عشرة دقيقة، ورؤية الهلال فيها مستحيلة، وفي أبو ظبي يغيب القمر بعد 11 دقيقة من غروب الشمس، وعمره 52 دقيقة فقط، وبُعده عن الشمس 4.2 درجة فقط، وفي الرياض يغيب القمر بعد 12 دقيقة من غروب الشمس، وعمره ساعة واحدة و26 دقيقة، وبُعده عن الشمس 4.3 درجة فقط، وفي عمّان والقدس يغيب القمر بعد 19 دقيقة من غروب الشمس، وعمره ساعتان و40 دقيقة، وبُعده عن الشمس 4.3 درجة فقط.
وتابع: "في القاهرة يغيب القمر بعد 18 دقيقة من غروب الشمس، وعمره ساعتان و51 دقيقة، وبُعده عن الشمس 4.4 درجة فقط، وفي الرباط يغيب القمر بعد 28 دقيقة من غروب الشمس، وعمره 06 ساعات و49 دقيقة، وبُعده عن الشمس 5 درجات فقط، والرؤية في أبوظبي والرياض وعمّان والقدس والقاهرة والرباط غير ممكنة؛ لا بالعين المجردة ولا باستخدام التلسكوب".
وأشار الفلكي "عودة"؛ إلى أن أقل مكثٍ لهلال أُمكنت رؤيته بالعين المجردة كان 29 دقيقة، أما أقل عمر هلال أمكنت رؤيته بالعين المجردة فكان 15 ساعة و33 دقيقة، ولا يكفي أن يزيد مكث الهلال وعمره على هذه القيم لتمكن رؤيته، إذ إن رؤية الهلال متعلقة بعوامل أخرى كبُعده الزاوي عن الشمس وبُعده عن الأفق وقت رصده.
وأكد أنه خلافاً لما هو شائعٌ، فإن عديداً من الدول الإسلامية تعتمد على رؤيتها المحلية لتحديد بداية شهر ذي الحجة وعيد الأضحى، ولا تتبع أي دولة أخرى، ومن هذه الدول: ماليزيا وإندونيسيا وبروناي والهند وباكستان وبنجلادش وإيران وسلطنة عُمان والمملكة المغربية وموريتانيا وتركيا، ومعظم الدول الإسلامية غير العربية في إفريقيا.
وقال: بالرجوع لقول الفقهاء نجد أنه بالنسبة للحج، فإنه يجب على جميع الحجاج الالتزام بما يُعلن رسمياً في المملكة العربية السعودية، أما بالنسبة لموعد عيد الأضحى في الدول الإسلامية، فنجد أن قسماً من الفقهاء قد نصَّ على أنه لا فرق بين عيد الأضحى وغيره من الشهور، ويجوز أن يختلف موعد عيد الأضحى بين الدول الإسلامية اعتماداً على رؤية الهلال.
واستشهد "عودة" بما سُئِل عنه الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- عمّا إذا اختلف يوم عرفة نتيجة لاختلاف المناطق المختلفة في مطالع الهلال، فهل نصوم تبع رؤية البلد التي نحن فيها أم نصوم تبع رؤية الحرمين؟ فأجاب فضيلته، بقوله: "هذا يُبنى على اختلاف أهل العلم: هل الهلال واحدٌ في الدنيا كلها أم هو يختلف باختلاف المطالع؟ والصواب أنه يختلف باختلاف المطالع، فمثلاً إذا كان الهلال قد رُؤي بمكة المكرّمة، وكان هذا اليوم هو اليوم التاسع، ورُؤي في بلدٍ آخر قبل مكة المكرّمة بيومٍ وكان يوم عرفة عندهم اليوم العاشر، فإنه لا يجوز لهم أن يصوموا هذا اليوم لأنه يوم عيد، وكذلك لو قُدر أنه تأخرت الرؤية عن مكة المكرّمة، وكان اليوم التاسع في مكة المكرّمة هو الثامن عندهم، فإنهم يصومون يوم التاسع عندهم الموافق ليوم العاشر في مكة، هذا هو القول الراجح، لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: «إذا رأيتموه فصوموا وإذا رأيتموه فأفطروا»، وهؤلاء الذين لم يُرَ في جهتهم لم يكونوا يرونه، وكما أن الناس بالإجماع يعتبرون طلوع الفجر وغروب الشمس في كل منطقة بحسبها، فكذلك التوقيت الشهري يكون كالتوقيت اليومي". [مجموع الفتاوى 20].
وللتعرُّف على نتائج رصد هلال شهر ذي الحجة، يمكن زيارة موقع المشروع الإسلامي لرصد الأهلة التابع لمركز الفلك الدولي على شبكة الإنترنت على العنوان الاتي: http://www.astronomycenter.net/icop/hej45.html؛ حيث أُنشئ المشروع عام 1998م،
ويضم حالياً أكثر من 1500 عضو من علماءٍ ومهتمين برصد الأهلّة وحساب التقاويم، ويشجع المشروع المهتمين في مختلف دول العالم على تحرّي الهلال وإرسال نتائج رصدهم إلى المشروع عن طريق موقعه على شبكة الإنترنت، حيث تنشر تباعاً بعد تدقيقها وتمحيصها.