يعملون على القضايا الدولية الملحة قبل "القمة".. تعرّف على "شيربا" جندي "العشرين" المجهول

تضم 13 مجموعة عمل و4 مبادرات لمناقشة الأولويات وتقديم التوصيات
يعملون على القضايا الدولية الملحة قبل "القمة".. تعرّف على "شيربا" جندي "العشرين" المجهول

تنعقد قمة قادة مجموعة العشرين كل عام لتكون ختامًا لموسم طويل، ولكن قبل تلك القمة التي يجتمع فيها زعماء وقادة الدول العشرين لبحث عدد من القضايا والمواضيع، فهنالك عمل دؤوب ومتواصل يبدأ منذ لحظة نهاية القمة السابقة، وحتى بداية القمة التالية، يقوم به ما يعرف بمسار "شيربا".. فما هو؟

طبيعة عملهم

يتوزع عمل قمة مجموعة العشرين 2023، التي تستضيفها العاصمة الهندية نيوديلهي على ثلاثة مسارات: مجموعات المشاركة، والمسار المالي، ومسار شيربا. ومن خلال مسار شيربا، تجتمع 13 مجموعة عمل، و4 مبادرات تحت رئاسة الهند لمناقشة الأولويات وتقديم التوصيات؛ وكجزء من عملية صنع القرار في مجموعة العشرين، تقوم مجموعات العمل، التي تتألف من خبراء ومسؤولين من الوزارات المعنية، بقيادة تحليلات، ومناقشات متعمقة حول مجموعة من القضايا ذات الصلة دولياً في مجالات التركيز الخاصة بكل منها.

وتتنوع مجموعات العمل في مسار "شيربا"، ولدى كل منها هدف محدد لتحقيقه، ومناقشات مستمرة حولها، ومن بين تلك المجموعات:

- الزراعة: أنشئت مجموعة نواب الزراعة لمجموعة العشرين أثناء الرئاسة الفرنسية في عام 2011 للتعامل مع التقلبات في أسعار الغذاء العالمية. ومنذ ذلك الحين، باتت منتدى مهماً لتعزيز التعاون بين أعضاء مجموعة العشرين بشأن القضايا المتعلقة بالزراعة ذات الأهمية الحاسمة لتحقيق جدول أعمال الأمم المتحدة 2030.

- مكافحة الفساد: تقدم المجموعة تقاريرها إلى قادة مجموعة العشرين بشأن قضايا مكافحة الفساد، وتهدف إلى وضع معايير مشتركة دنيا بين الأنظمة القانونية لدول مجموعة العشرين، من أجل محاربة الفساد.

- الثقافة: اجتمع وزراء ثقافة مجموعة العشرين لأول مرة في عام 2020، وألقوا الضوء على مساهمة الثقافة الشاملة في دفع أجندة مجموعة العشرين؛ وذلك إدراكاً لأوجه التآزر بين الثقافة ومجالات السياسة الأخرى، ومراعاة تأثير الثقافة، والتراث الثقافي، والاقتصاد الإبداعي على الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والبيئية للتنمية.

- الاقتصاد الرقمي: تقدم مجموعة عمل الاقتصاد الرقمي، التي أنشئت في عام 2021، الإلهام والتوجيه الواسع لواضعي السياسات حول تسخير الإمكانات الرقمية للاقتصادات. تهدف مجموعة العمل إلى التحول الرقمي لتعزيز المشاركة العامة، وتحقيق النمو الاجتماعي، والاقتصادي الشامل.

- الحد من مخاطر الكوارث: تتمتع دول مجموعة العشرين بمستوى عالٍ من التعرض لمخاطر الكوارث، حيث يبلغ متوسط الخسارة السنوي المقدر مجتمعة 218 مليار دولار، أو 9٪ من متوسط استثماراتها السنوية في البنية التحتية؛ ولذلك، تم إنشاء مجموعة عمل جديدة معنية بالحد من مخاطر الكوارث تحت رئاسة الهند.

- التنمية: تلعب المجموعة دوراً مهماً في دعم "شيربا" في كل من قيادة أجندة التنمية المستدامة لمجموعة العشرين، والعمل مع مسارات العمل الأخرى؛ لفهم تقاطعات التنمية المستدامة لإجراءات مجموعة العشرين بشكل أفضل مع الجهود المبذولة لتحقيق خطة عام 2030.

- التعليم: تركز المجموعة على تعزيز نتائج التعلم، والوصول العادل من خلال الأدوات التكنولوجية، والرقمنة، والتعليم الجيد الشامل، والتمويل، والشراكات من أجل التعليم والتعاون الدولي.

- التوظيف: تناقش المجموعة قضايا العمل والتوظيف، والقضايا الاجتماعية لمواصلة تطوير نمو قوي، ومستدام، ومتوازن، وشامل، وغني بفرص العمل.

- البيئة واستدامة المناخ: تركز المجموعة على قضايا البيئة والمناخ التي تشمل، من بين أمور أخرى، كفاءة الموارد، والاقتصاد الدائري، وصحة المحيط، والقمامة البحرية، والشعاب المرجانية، وتدهور الأراضي، وفقدان التنوع البيولوجي، وإدارة الموارد المائية، وطرق التخفيف والتكيف مع تغير المناخ.

- انتقالات الطاقة: تتناول مجموعة العمل أمن الطاقة، وإمكانية الوصول والقدرة على تحمل التكاليف، وكفاءة الطاقة، والطاقة المتجددة، والابتكار، والتكنولوجيا، والتمويل.

- الصحة: تعمل المجموعة على إنشاء مجتمعات رفاهية مستدامة ملتزمة بتحقيق صحة عادلة للأجيال الحالية والمستقبلية. تتم مناقشة القضايا المتعلقة بتأهب النظم الصحية لحالات الطوارئ الصحية، ونهج الصحة الواحدة، والصحة الرقمية، والتغطية الصحية الشاملة، والامتثال للوائح الصحية الدولية، والتمويل المستدام، وما إلى ذلك.

- التجارة المستقبلية: تركز المجموعة على مواضيع تشمل تعزيز آلية التجارة والاستثمار لمجموعة العشرين، وتعزيز نمو التجارة العالمية، ودعم النظام التجاري متعدد الأطراف، وتعزيز التعاون والتنسيق في سياسة الاستثمار العالمية، وتعزيز سلاسل القيمة العالمية المنسقة.

- السياحة: منذ إنشائها في عام 2020، جمعت مجموعة العمل المعنية بالسياحة الدول الأعضاء وأصحاب المصلحة المعنيين لمناقشة وتداول وتوجيه مسار العمل لمواصلة تطوير السياحة المحلية والعالمية، وكذلك التخفيف من التحديات المشتركة التي يواجهها القطاع بما في ذلك جائحة COVID19.

أما المبادرات الأربع التي يختص بها مسار "شيربا"، فهي:

- تجمع مبادرات البحث والابتكار: تهدف المبادرة إلى تعزيز، وتكثيف، وتقوية التعاون في مجال البحث والابتكار بين الدول الأعضاء في مجموعة العشرين. تعمل المبادرة على تعزيز عمل المنتدى الأكاديمي الذي عقد خلال الرئاسة الإيطالية في عام 2021، من خلال الجمع بين خبراء العلوم والتكنولوجيا والابتكار من الدول الأعضاء في مجموعة العشرين.

- اجتماع قادة اقتصاد الفضاء: يشجع هذا المنتدى التابع لمجموعة العشرين، المناقشات حول المساهمة المتزايدة للأنشطة الفضائية، والشراكات في نمو الاقتصاد العالمي، مع ضمان استدامة الفضاء الخارجي.

- تمكين مجموعة العشرين: يهدف ذلك إلى تسريع قيادة المرأة وتمكينها في القطاع الخاص من خلال الاستفادة من تحالفها الفريد بين قادة الأعمال والحكومات في جميع أنحاء دول العشرين.

- المائدة المستديرة لكبار المستشارين العلميين لمجموعة العشرين: هي مبادرة جديدة أطلقت خلال رئاسة الهند الحالية لمجموعة العشرين، وتجمع كبار المستشارين العلميين لرؤساء دول/حكومات مجموعة العشرين بهدف إنشاء ترتيب/منصة مؤسسية فعالة لمناقشة قضايا السياسة العالمية للعلوم والتكنولوجيا، والتي يمكن أن تتطور لاحقًا إلى آلية عالمية فعالة ومتماسكة للمشورة العلمية.

وجاء أول اجتماع لمسار "شيربا" بمدينة أودايبور غربي البلاد في أوائل ديسمبر الماضي، وتضمن حلقة نقاش حول تسريع تنفيذ أهداف التنمية المستدامة، وممهداً الطريق لإجراء محادثات مهمة حول بعض القضايا العالمية الأكثر إلحاحاً، وذلك فقاً للبيان الإعلامي الصادر في حينها.

ماذا يعني "شيربا"؟

ينحدر مصطلح "شيربا" من جنوب آسيا، حيث يصف جماعة عرقية نيبالية مهمتها حماية جبال الهمالايا، وقيادة المتسلقين للوصول إلى قمم الجبال، ومن هنا جاء استخدام المصطلح ليصف المبعوث الدبلوماسي الذي يمثل حكومته في التحضير للمفاوضات والاتفاقيات الرئيسية قبل انعقاد قمة قادة مجموعة العشرين، ويشير إلى الدور الذي يقوم به مبعوث الحكومات "شيربا" في تهيئة القمة النهائية والتحضير لها.

وغالباً فإنه لدى كل دولة مشاركة في قمة دولية فريق "شيربا" متخصص في الشؤون الخارجية والمالية، ويبدأ دور الفريق عندما يقوم قائد الدولة المستضيفة للقمة بدعوة ممثلين عن الدول الأعضاء في القمة، للمشاركة في وضع جدول أعمال القمة والاقتراحات والقضايا الواجب طرحها، إلى جانب حضور الاجتماعات والجلسات مع نظيره في الدول الأعضاء المشاركة، والتحضير للمفاوضات وإعداد بيانات القمة، وقبل انعقاد القمة يقوم "شيربا" برفع التقارير لرئيس الدولة التي توضح الوضع القائم للمفاوضات، والاتفاقيات والمواضيع المطروحة.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org