

من مشروع القدية الذي غيّر مفهوم الترفيه، إلى نداء إنساني لتدفئة الفقراء في برد الشتاء، تعددت توجهات وأراء كتاب الصحف اليوم مع تعدد القضايا والمشكلات.
ففي مقالها "القدية احتفال اجتماعي" بافتتاحية صحيفة " الرياض"، تستعرض الكاتبة الصحفية نوال الجبر ،التحول السريع لقطاع الترفيه في المملكة، مؤكدة أن مشروع القدية بات نموذجًا اجتماعيًا واقتصاديًا يعيد صياغة علاقة السعوديين بالفرح وجودة الحياة ضمن مستهدفات رؤية 2030.
تشير الكاتبة إلى أن الترفيه لم يعد مجرد فعالية موسمية، بل لغة جديدة وأسلوب حياة ، يسهم في بناء مجتمع أكثر انفتاحًا واقتصاد أقوى.
وتصف افتتاح «سيكس فلاقز» بأنه احتفال اجتماعي واسع، جذب العائلات والشباب، وضم 28 لعبة بينها خمس قياسية عالميًا.
تخلص الجبر إلى أن القدية ليست مشروعًا عابرًا، بل احتفال اجتماعي وطني يصنع ذاكرة مشتركة ويضع المملكة على خريطة الترفيه العالمي.
وفي مقاله "نضج القرار الاقتصادي: مراجعة المشاريع قوةٌ لا تَراجُع" بصحيفة " عكاظ"، يؤكد الكاتب الصحفي فراس طرابلسي أن قوة الاقتصاد السعودي لا تُقاس بعدد المشاريع، بل بمرونة القرار وقدرته على المراجعة المسؤولة، معتبرًا تصريحات وزير المالية محمد الجدعان مؤشرًا على تحول استراتيجي في إدارة التنمية.
يشير الكاتب إلى أن رؤية 2030 إطار متحرك، وأن خيارات التعديل أو التسريع أو التأجيل أو الإلغاء تعكس نضجًا يجعل القرار نفسه عنصرًا أساسيًا في نجاح المشاريع.
يبرز طرابلسي تأكيد الوزير أن المواطن والخدمات الأساسية أولوية، وأن أي مشروع لا يضيف قيمة حقيقية لا ينبغي أن ينافس جودة الحياة.
يخلص طرابلسي إلى أن المملكة تطبق منهج الاقتصادات الكبرى، حيث تُراجع المشاريع باستمرار، وتُنفق بثقة حين يكون العائد أعلى من تكلفة الاقتراض، في نموذج مستدام لبناء اقتصاد حقيقي.
في مقاله "في الشتاء تفقدوا الفقراء" بصحيفة " الجزيرة"، يدعو الكاتب الصحفي سلمان بن محمد العُمري إلى تحرك عملي لتفقد أحوال الفقراء والمحتاجين، باعتباره واجبًا دينيًا وأخلاقيًا لا يحتمل التأجيل، مؤكداً أن فصل الشتاء يكشف الفجوة الإنسانية بين من يملكون الدفء ومن يفتقدونه.
ويوضح العُمري أن الشتاء أكثر قسوة على من لا يملكون ما يقيهم شرّه، حيث تعاني عائلات وأطفال وكبار سن من البرد والجوع بلا مأوى أو تدفئة.
يشدد الكاتب على أن الفقراء لا يحتاجون إلى كلمات تعاطف، بل إلى أفعال رحمة، مستشهدًا بقول النبي ﷺ: "أيما مسلم كسا مسلمًا ثوبًا… كساه الله من خضر الجنة".
يخلص العُمري إلى أن الشتاء اختبار للرحمة والإنسانية، وأن دفء العطاء كفيل بتخفيف ألم الآخرين ونيل الأجر.