استضاف "صالونُ المهرة" بجدة، مساء أمس، بالتعاون مع الشريك الأدبي الروائي المبدع طارق إمام؛ أمسيةً بعنوان "غير المتوقع في الأدب"، من تنظيم وإدارة الكاتبة الصحفية إيمان بدوي.
ووصفت إيمان بدوي، الروائي طارق إمام، بالروائي الفنتازي الذي يمضي نحو عوالم متوازية وأزمنة بعيدة في ذات اللحظة التي يهبط فيها على الأمكنة ليغير قوانينها وليرسم على حوائطها اللا نهاية.
وقالت: السريالية التي عاشت بين دفات رواياته هي التي أقلعت به من أرض الكنانة إلى عروس البحر الأحمر بحضارته الفكرية وبمداده الذي تغذى على ماء النيل! فـ"إمام" لا تحلق به الطائرات بل الأساطير والحكايات.
وتطرّقت "بدوي" إلى الخروج عن المألوف في البناء السردي لدى طارق إمام، وبراعته في تبديل المواقع والأدوار بين القارئ والكاتب بمعنى قد يشعر قارئه لوهلة أنّه هو بطل الرواية التي يقرؤها.
ودارت الأمسية حول مقومات الفنتازيا في الأدب العربي؛ حيث تحدث طارق إمام عن المجتمعات العربية التي فيها الكثير من المعتقدات والخرافات القديمة التي ترادف الفنتازيا.
وتطرّق إلى تأثير الأدب العربي على العالم؛ إذ أشار لماركيز الذي قال لو لم أقرأ "ألف ليلة وليلة" لما كتبت مئة عام من العزلة، وكذلك باولو كويلو الذي اعتبر إحدى حكايات "ألف ليلة وليلة" ملهمة له للحدّ الذي قاده لكتابة رواية "السيميائي".
وتحدث كذلك عن منهج كتابة الرواية التاريخية مستشهدًا بقصته "الحياة الثانية لقسطنطين كفافيس"، مشيرًا إلى أن تناول التاريخ في الروايات يخضع للمتغيرات لحد كبير، كما أمتع طارق إمام الحضور بسرد إحدى قصصه لهم، والتي تدعى "كلانا ضيف الآخر".
واختتم "إمام" حديثه بالقول: مبادرة الشريك الأدبي تعيد الأدب إلى حاضنته "المقهى"؛ فقد اشتهرت المقاهي منذ الماضي بتواجد الأدباء فيها لتوالد وتلاقح الأفكار.
وأعرب عن سعادته بهذه المبادرة وبالدور الكبير الذي تبذله للنهوض بالثقافة، كما أعرب عن شكره لإيمان بـدوي لحرصها على إعداد محاور هذه الأمسية الثقافية باقتدار وتمكن، وقال: أنا شبهت لقاءنا هذا برسالة علمية لما يحمل من عمق معرفي وثقافي.