تقتضي وحشيةُ إسرائيل غير المسبوقة في الفتك بالمدنيين في قطاع غزة، وقتلها أكثر من 11 ألف مدني، وتهجير السكان من كل مناطق غزة إلى جنوبها، وتدمير ما لا يقل عن "50%" من المنازل والمنشآت الصحية والتعليمية، في معركة غير متكافئة تستخدم فيها إسرائيل كل أسلحتها برًّا وجوًّا وبرًّا، مدعومة بغطاء غربي؛ تقتضي تلك الوحشية التي ترتكب فيها إسرائيل كل الانتهاكات التي يحرّمها القانون الدولي الإنساني؛ توحيدَ صفوف الدول العربية والإسلامية لوقف هذه الكارثة المروعة.
وتجاوبًا مع تحدّي توحيد الصفوف الذي يفرض نفسه على العرب والمسلمين في مواجهة وحشية إسرائيل، في تدمير الوجود الفلسطيني في غزة والضفة الغربية؛ تشاورت المملكة مع جامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي؛ لتوحيد ودمج "القمة العربية غير العادية"، و"القمة الإسلامية الاستثنائية"، اللتين كان من المقرر عقدهما في الرياض اليوم وغدًا، في "قمة عربية إسلامية مشتركة غير عادية"، تعقد اليوم "السبت" في الرياض.
ويعطي توحيدُ القمتين رسالةً قوية ومباشرة بوحدة الصفّ العربي الإسلامي في مواجهة العدوان الإسرائيلي الشرس على الفلسطينيين في أراضيهم، كما يبرهن على مركزية القضية الفلسطينية بالنسبة للعرب والمسلمين، واحتلالها الأولويةَ الأولى في سياستهم الخارجية؛ مما يبعث برسالة أخرى إلى إسرائيل وداعميها من الدول الغربية بأن العرب والمسلمين لن يسمحوا بإنهاء القضية الفلسطينية، واستغلال هجوم حركة "حماس" في فرض واقع تصفوي للقضية الفلسطينية، وإخراجها من نطاق اهتمامات المجتمع الدولي.
ويسهم توحيد القمتين في تنسيق وتكثيف الجهود العربية والإسلامية على الصعيد الدولي، سواء في مجلس الأمن، أو الجمعية العامة للأمم المتحدة، أو مجلس حقوق الإنسان، لمواجهة الاحتلال والعدوان الإسرائيلي الدموي والتدميري، من خلال قرارات الأمم المتّحدة المتعلّقة بالقضية الفلسطينية. كما يوفر توحيدُ القمتين فرصةً لمواجهة سياسة ازدواجية المعايير التي تتبنّاها دول الغرب في التعامل مع أزمة العدوان الإسرائيلي الجائر على غزة وبقية الأراضي الفلسطينية، والإشادة بالدول التي تتّخذ مواقف منصفة تجاه القضية الفلسطينية؛ مثل الصين وروسيا.