شهدت احتفالات عيد الفطر المبارك بمركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي "إثراء"، إقبالاً كبيرًا وسط إبهار غير مسبوق و ترقُب وشغف من سائر الموجودين على أرض حديقة المركز والذين بلغ عددهم أكثر من 65 ألف زائر خلال ثلاثة أيام، متأملين العرض المدهش الذي أضاء المبنى بتقنيات ثلاثية الأبعاد.
وقد استوقف الزوار في الاحتفالات التقنيات المستخدمة في العرض المرئي الذي أعاد إلى الأذهان الأشكال الهندسية بمزيج ألوان حيوي ينبض ببهجة عيد الفطر المبارك.
كما صافح "إثراء" زوّاره خلال فعاليّات عيد الفطر المبارك التي أُقيمت على مدى ثلاثة أيام من ثاني أيام العيد، بتلك اللوحة التي اعتلت ثنايا المبنى بكل تفاصيله، حيث عانق الضوء بسيل من الألوان والأشكال عتمة سماء مدينة الظهران في إطار معماري دعا الجماهير إلى التعمق بالرؤى التعبيرية ذات اللوحات البصرية المؤثرة التي تسرد كعادتها حكايات تتجدد عبر بوابة الثقافة والفن تحديدًا الرقمي أصبح اليوم واحدًا من أهم الفنون العالمية، وذلك في محاولة من "إثراء" لإشباع البصر بجماليات الفنون المعاصرة، ولاسيما بعد أن اطلت رسومات وأشكال مستمدة من عمق ثقافي عكس فرحة العيد بروح متجددة حملت مضامين ورسائل لتعايد بها على الزوّار الذين أجمعوا على أن ما يشاهدونه: "هو عرض رقمي وظّف تقنيات تكنولوجية يحاكي الفن بأدوات إبداعية وأُطر ثقافية".
وباستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لفعاليّة "بورتريه بلا حدود"، جمع المركز بين أقارب قطعت بينهم المسافات وفصلت بينهم الحدود جغرافيًا، فلم تتخيل عائلات تقيم في المنطقة الشرقية أن تجتمع مع أقارب لها بعد 20 عامًا في صورة موازية لهما حيث يقفون بجانب بعضهم وكأنهم على أرض واحدة، بينما جرت العادة بأن يتواصلوا مرئيًا وجهًا لوجه، بحسب تعبير عائلة ياسين رسلان مضيفًا: "لم نجتمع مع أقارب لنا في دولة السويد لأكثر من 20 عامًا واليوم حصلنا على ميزة الصورة نحن وأقاربنا في السويد، استعدادًا للجدارية التي ينوي المركز إنتاجها، وكما علمنا بأن ستوديو إنتاج عالمي سيجمع بين التراكيب والأداء الحي الرقمي وصولاً إلى جدارية فنية بطابع فريد". فيما تنتظر عائلات أخرى فرصة الحصول على الصورة رقميًا بالتنسيق مع أقارب لهم بالخارج في مشهد يعيد فرحة اللقاء مهما طال.
لم يلبث زوّار المركز من الانتهاء من فعاليّة إلا وأخرى بانتظارهم، ففي واحة المعرفة كما لو أن القمر يهبط إلى الأرض ويهدي الموجودين هدايا العيد، في لفتة يبدو بها الزمان والمكان والذاكرة عناصر مرنة ملموسة، وهذا ما أثار انتباه الحضور للوقوف والمشاهدة للوحات الفنون الجميلة المتناثرة في أرجاء المركز ما شكّل مزيجًا تأمليًا واستكشافيًا ولاسيما في كرنفال العيد الذي أعدّه المركز وسط إتاحة الفرصة للعب الهادف والتفكير الشيّق بعيدًا عن الفضاء الرقمي.
ولحديقة إيرث للديناصور حكاية مغايرة، فهناك عالم يثير الدهشة والفضول وسط حقول المعرفة والذاكرة البصرية، حيث يروي العرض كل ما يدور حول سلسلة حياة الديناصور وما آلت إليه الكتب المختصة به، وسط تفاعل من الحضور من سائر الأعمار ولا سيما الأطفال منهم، فخلال العرض الذي أُقيم على مسرح معرض الطاقة في "إثراء"، كانت اللغة التصويرية أيقونة لحياة الديناصور بجميع مراحلها بناءً على فرضيات علمية وتساؤلات بشرية تختزل ذلك بديناصورات متحركة تأخذ المتلقي إلى عالم ربما يصيبه بالذهول للوهلة الأولى.
ومن روائع الأرشيف الفني الزاخر لكبار الفنانين، أحيا كورال روح الشرق بصحبة المايسترو محمود محسن خلال أيام العيد على خشبة مسرح إثراء حفلاً ضخمًا اختلط به الطرب والفن مع البهجة والذكريات، عبر سلسلة أغنيات أطربت الجمهور المكتظ والتواق لعذوبة الصوت وروح الكلمة، كما لو أن عقارب الساعة عادت إلى حقبة زمنية ثرية فنيًا وثقافيًا استحضروا خلالها ذاكرة تلك الفترة حتى يومنا هذا.