"تسريب الخطابات".. جريمة لا ندرك أبعادها..!!

"تسريب الخطابات".. جريمة لا ندرك أبعادها..!!
تم النشر في
جُبل الإنسان على حب الظهور والشهرة، ولكن هذا الأمر يختلف من شخص إلى آخر، على حسب فكره ورجاحة عقله؛ فمنهم من يبحث عن ذلك، ولكن بعقلانية واتزان، ومنهم من أصبح هذا الأمر شغله الشاغل وهمه الوحيد؛ فأصبح يريد الوصول إليه بأي ثمن، وبأي طريق، دون أدنى مراعاة لقيم أو مبادئ أو النظر في المصلحة العامة.. المهم الوصول للشهرة..!!! 
 
وبعد انتشار وسائل الاتصال ومواقع التواصل الاجتماعي أصبح البعض أكثر تعلقاً بهذه الشهرة، وأكثر سعياً للوصول إليها بغض النظر عن مشروعية هذا الوصول وثمنه..!!!
 
 فانتهج الناس طرقاً عديدة للوصول لهذه الشهرة، وتعددت آراؤهم في تحديد ماهيتها ومَن المتفوق فيها.. فسلك البعض منهم سبلاً شتى في سبيل تحقيقها..!!!
 
 ومن هذه الطرق كثرة المتابعين للشخص في شتى وسائل "التقاطع" الاجتماعي..!! بمختلف أنواعها.. فأصبحوا يبحثون عن المتابعين بأي ثمن.. ولذلك طرق لا تخفى على الكثير منكم..!! 
 ولن نتحدث هنا عن هذه الطرق، وأنواعها، وكيفيتها، ومدى مشروعية بعضها..!! ولكن الحديث سينصب على نوع واحد منها.. لا أظن أن عاقلاً لبيباً لا يعرف حكمه.. وهذا النوع هو عنوان مقالنا "تسريب الخطابات".. جريمة لا ندرك أبعادها..!!
 
 نعم.. إنه تسريب الخطابات المدنية أو العسكرية، وبخاصة السرية منها..!!! فهل يشك عاقل حصيف بمدى فداحة هذه الجريمة..؟!!!
 
 نقول هذا الكلام لأنه في الآونة الأخيرة انتشر هذا النوع من الرسائل عبر شبكات التواصل الاجتماعي بمختلف أنواعها..وللأسف الشديد إن من ينشرها لا يدرك مدى فداحة تلك الجريمة التي يرتكبها بحق بلده وأبنائه وإخوانه..!! بل قبل هؤلاء جميعاً بحق نفسه..!!!
 
 فهذه الخطابات المسربة قد يستفيد منها ضعاف النفوس المتربصون ببلادنا الغالية.. بلاد الحرمين الشريفين.. قِبلة الإسلام.. ومهبط الوحي - حفظها الله، وحماها من كل مكروه -، وأي ضرر يمسها يقع في قلوب أبنائها قبل أن يمس ترابها.. وهي جريمة بحق نفسه من جانبين:
أولهما: الضرر الذي سيقع في بلده حتماً سيضره؛ لأنه جزء من هذا البلد..!!
 
وثانيهما: أنه يؤدي بنفسه للتهلكة؛ لأن وزارة الداخلية قد حذرت من هذا الفعل، واعتبرته جريمة تعرِّض مرتكبها لأشد العقوبات.. وبالفعل هي جريمة بل أم الجرائم..!!! لأن الأمر يتعلق بأمن بلد..بل بأمن أمة..!! لأن هذا البلد ليس كأي بلد.. فهو بلد التوحيد.. وحامي حماه..حماك الله يا بلدي من كل مكروه.
 
 لذا لزم علينا جميعاً أن نحارب من يسرب مثل هذه الخطابات، وأن نقف سداً منيعاً ضد كل من يحاول العبث بأمن بلدنا العزيز.
 
 فالمسألة أكبر من وسائل تواصل اجتماعي أو تجميع متابعين أو محاولات فرد عضلات..(وإني وإن كنت الأخير زمانه*** لآت بما لم تستطعه الأوائل).
 
 المسألة مسألة أمن وطن.. مسألة مستندات تقع بأيدي مخربين يتمنون الدمار لهذا الوطن المعطاء.. مسألة حماية لديننا الحنيف.. فلا نتهاون في مثل هذه الأمور.. ونظن أنها مسألة لا تتعدى تصوير ورقة بجوال وإرسالها لقريب أو صديق أو عزيز.. ونظن أنها لا تتعداه..
 
 لا يا سادة.. إنها مسألة أمننا وأرواحنا ووطننا.. وقبل ذلك كله ديننا.. فهذا البلد ما زال وسيبقى - بإذن الله - حامي حمى الدين؛ فالمحافظة على أمنه واجب علينا جميعا.. اللهم احفظ بلادنا من كل مكروه.. اللهم من أرادها بسوء فاجعل كيده في نحره، واجعل تدبيره تدميراً عليه.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org