تفوح رائحة شذا الورد الطائفي الخلابة؛ لتعطر جميع أنحاء مدينة الطائف، وتنتشر ألوانه في المرتفعات والجبال، وتحلق عاليًا في الآفاق إيذانًا ببدء موسم قطف الورد الطائفي السنوي، الذي يبدأ مع بداية الربيع في شهر مارس، ويستمر 45 يومًا.
ويجذب الموسم العديد من محبي الورد وصانعي العطور من داخل السعودية وخارجها؛ للمشاركة في فعاليات "مهرجان طائف الورد"، والاستمتاع بها، الذي يقام سنويًّا بالتزامن مع موسم حصاده؛ للتعرف على ثقافة الورد ومنتجاته المتنوعة، التي تمثلها صناعة الورد، وربطها بالثقافة المحلية للطائف، التي اشتهر اسمها بالورد منذ أمد بعيد.
ولا يقتصر موسم الورد الطائفي على إقامة الاحتفالات والفعاليات الترفيهية والثقافية فقط، بل يمتد أثره ليشكل موردًا اقتصاديًّا مهمًّا، يسهم في دعم المحتوى المحلي، من خلال مبادرات برنامج التنمية الريفية الزراعية المستدامة؛ إذ توفر الوزارة الفرص الاستثمارية لتطوير صناعة الورد الطائفي، ودعم الصناعة التحويلية للورد، وزيادة مساحات زراعته، ومن ثم زيادة إسهامه في الناتج المحلي.
ويبلغ حجم استثمارات الورد الطائفي في السوق السعودية أكثر من (64) مليون ريال، وتجني وتقطف مزارع الورد في جبال السروات بمحافظة الطائف نحو (550) مليون وردة سنويًّا؛ إذ دخلت سلة مهرجان الطائف للورد قائمة جينيس للأرقام القياسية بوصفها أكبر سلة ورد في العالم؛ احتوت على (84.540.000) وردة، وضمت ما يقارب (26) نوعًا من أجود أنواع الورد.
وتنتشر أكثر من (910) مزارع للورد الطائفي في العديد من الأماكن بمحافظة الطائف، في مرتفعات جبال الهدا والشفا، ووادي محرم، والطلحات، ووادي الأعمق، ووادي البني، وبلاد طويرق والمخاضة.
ويُعد الورد الطائفي الشذا العطري، والعلامة الوردية الفارقة والجاذبة سياحيًّا. ويعمل نحو (70) مصنعًا ومعملاً للورد على استخراج وتصنيع أكثر من (80) منتجًا من مشتقات الورد لصناعة المنتجات العطرية المتنوعة، ومستحضرات العناية بالجسم، التي تجد رواجًا واسعًا في الأسواق؛ وهو ما يجعل من قطاع صناعة الورد الطائفي داعمًا مهمًّا لتعزيز تنمية المجتمع المحلي، وتوفير العديد من الفرص الوظيفية والتسويقية، إضافة إلى تمكين نساء المنطقة من العمل في المجال الصناعي، وتطوير مهاراتهن الإنتاجية.