قال مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط الدكتور أحمد المنظري، إن القضاء على التهاب الكبد بحلول عام 2030 يتطلب من الجميع بذل جهد أكبر، إذ إن تقريب الرعاية من المجتمعات المحلية ومن جميع المتعايشين مع التهاب الكبد الفيروسي المزمن هو الطريقة المثلى لتحسين إتاحة الرعاية، مبينًا أن الرعاية الصحية الأولية تعد ركيزة أساسية من ركائز التغطية الصحية الشاملة، ويلزم أن تُدمَج فيها خدمات التهاب الكبد، التي تشمل الاختبار والعلاج والوقاية، وتقريب رعاية التهاب الكبد من المجتمعات المحلية سيضمن تقديم خدمات الوقاية إلى المُعرَّضين بشدة لخطر التهاب الكبد.
وأضاف المنظري بمناسبة اليوم العالمي لالتهاب الكبد: "ينبغي إعطاء لقاحات التهاب الكبد B لجميع المواليد في غضون 24 ساعة من الولادة في إطار الرعاية لحديثي الولادة، وللأمهات اللاتي ثبتت بالاختبار في مرحلة مبكرة من الحمل إصابتهن بالتهاب الكبد لمنع انتقاله إلى أطفالهن، وينبغي التأكد من خضوع المستحقين للاختبار من أجل تلقي العلاج.
وأشار إلى أن منظمة الصحة العالمية دعت السلطات الصحية إلى تطبيق اللامركزية في الخدمات الأساسية لالتهاب الكبد، وتقديمها بطريقة متكاملة، وتقريب رعاية التهاب الكبد من الذين يحتاجون إليها، وإشراك المجتمعات المحلية وفئات المرضى لتوسيع نطاق إتاحة هذه الخدمات.
وأردف: يصيب التهاب الكبد الفيروسي 360 مليون شخص على مستوى العالم، ويودي بحياة 3000 شخص كل يوم، وقد اعتمدت جمعية الصحة العالمية في عام 2015 استراتيجية للقضاء على التهاب الكبد بحلول عام 2030 من خلال الوقاية والاختبار والعلاج.
وأشار المنظري إلى أن اليوم العالمي لالتهاب الكبد، الذي يُحتفَل به سنويًّا في 28 يوليو، يُذكِّرنا بالتزامنا بالقضاء على التهاب الكبد الفيروسي الذي يهدد الصحة العامة، بحلول عام 2030، وتتوافق هذه الاستراتيجية توافقًا تامًّا مع رؤية منظمة الصحة العالمية في إقليم شرق المتوسط، وهي "الصحة للجميع وبالجميع".
وقال في إقليمنا، اكتسب التصدي لالتهاب الكبد الفيروسي، لا سيما التهاب الكبدC، زخمًا بين عامَي 2016 و2021، وأخذت مصر بزمام المبادرة بنموذج قائم على الرعاية الصحية الأولية، فنسَّقت حملتها الوطنية اختبار 60 مليون شخص وعلاج أربعة ملايين شخص، أيْ ثلث المصابين بالتهاب الكبد C في الإقليم، ولكن لا تزال هناك بلدان أخرى تواجه صعوبات في إتاحة خدمات التهاب الكبد للمحتاجين إليها، وفي عام 2021، كان في الإقليم 30 مليون شخص متعايش مع التهاب الكبد B وC، و7 من كل 10 أشخاص منهم لم يكونوا على علم بإصابتهم بهذا المرض وكانوا معرَّضين لخطر الوفاة المبكرة، ويؤكد ذلك الحاجة إلى تقريب رعاية التهاب الكبد من المجتمعات المحلية، فالناس يحتاجون إلى الحصول على خدمات الوقاية والاختبار والعلاج في الوقت المناسب.
وبين المنظري أنه في مايو 2022، شدَّدت الاستراتيجية العالمية الجديدة لقطاع الصحة 2022-2030 على أهمية تنظيم الخدمات لتتمحور حول احتياجات الناس وليس حول الأمراض، والخدمات الصحية التي تركِّز على الناس تعني إتاحة إمكانية حصولهم على حزمة من الخدمات المصمَّمة خصيصًا لهم على مختلف مستويات النظام الصحي.