تشهد العلاقات السعودية اليونانية في السنوات الأخيرة، نموًّا وتطورًا ملحوظًا في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والدفاعية والأمنية والثقافية والاتصالات وتقنية المعلومات، لاسيما بعد الدفعتين القويتين اللتين تلقّتهما العلاقات إثر الزيارتين المهمتين لرئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس إلى المملكة في فبراير 2020، وأكتوبر 2021، والانعطافة النوعية المتوقعة للعلاقات خلال الزيارة الحالية لولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى اليونان، التي ستتضمّن إبرام سلسلة من الاتفاقيات الثنائية بين الرياض وأثينا، ستعزز الطبيعة الإستراتيجية للعلاقات بين البلدين.
ويُعد مجال الاتصالات وتقنية المعلومات إحدى الركائز المهمة للتعاون المثمر بين الدولتين اللتين اتفقتا على تنفيذ مشروع مشترك لبناء كابل ألياف ضوئية للبيانات للربط بين أوروبا وآسيا، يمر عبر البر وتحت البحر، وستطور المشروع شركة "مينا هاب" المملوكة لشركة الاتصالات السعودية، وشركة "تي.تي.إس.إيه" اليونانية لتطبيقات الاتصالات والأقمار الصناعية، ووفقًا لمعلومات أدلى بها دبلوماسي يوناني لـ"يورونيوز" نهاية مارس الماضي، فمن المنتظر أن ينطلق المشروع في الخريف المقبل، ويُستكمل بحلول نهاية 2025.
وسيربط الكابل الذي سيمر عبر المملكة وقبرص واليونان بين المستخدمين من إيطاليا حتى سنغافورة، كما سيتكلف نحو 857.68 مليون دولار، ويشمل التعاون في مجال الاتصالات وتقنية المعلومات بين المملكة واليونان أيضًا تفعيل المبادرة المشتركة لتبني التقنيات الحديثة والخدمات الرقمية والصناعات التقنية، التي تضم الجيل الخامس، والفضاء والأقمار الصناعية، والتلفزيون المدفوع، والترفيه المنزلي، وقد حصدت المملكة المركز الثاني عالميًّا في أكتوبر الماضي في قائمة أفضل شبكات الجيل الخامس بنسبة تغطية لـ26.6 في المئة من السكان، ومن المرجح أن يضاعف التعاون بين المملكة واليونان من التطور الذي يشهده مجال الاتصالات فيهما.